أخبار اليوم. شاركت موريتانيا يوم 22 نوفمبر 2025 في النسخة الأولى من التمرين العربي للأمن السيبراني الذي أقيم في العاصمة القطرية الدوحة، في خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التهديدات الرقمية المتزايدة على البنية التحتية الحيوية. ويهدف التمرين إلى اختبار جاهزية الدول العربية لمواجهة الهجمات السيبرانية المعقدة، وتطوير آليات استجابة سريعة وفعالة، مع تعزيز التنسيق بين المؤسسات الوطنية المسؤولة عن حماية البيانات والمعلومات الحساسة.
ضم الوفد الموريتاني نخبة من الخبراء والمسؤولين من وزارة التحول الرقمي والحديثة الإدارية، بينهم مستشارون وخبراء في الشمول الرقمي وأمن الأنظمة، الذين عملوا على نقل الخبرات وتطبيق أفضل الممارسات خلال التمرين. وقد شملت فعاليات التمرين محاكاة حية للهجمات الإلكترونية، وجلسات تدريبية مكثفة لتعزيز المهارات الفنية والإدارية، مما أتاح للفرق الموريتانية فرصة اختبار سرعة الاستجابة وتحسين آليات التعاون بين الأجهزة المختلفة.
وأكدت السلطات الموريتانية على أن المشاركة في هذا التمرين لا تقتصر على اكتساب المهارات التقنية، بل تمثل أيضًا خطوة مهمة نحو **بناء استراتيجية وطنية للأمن السيبراني**، تضمن حماية المعلومات الحيوية وتعزز السيادة الرقمية للبلاد. وقد أسهم التمرين في رفع مستوى التنسيق بين المؤسسات، وتحسين نظم الرصد والتحليل، وتمكين الفرق الوطنية من اتخاذ قرارات سريعة وفعالة عند مواجهة أي تهديدات رقمية محتملة.
ويساهم هذا التعاون الإقليمي في تعزيز قدرات موريتانيا على مستوى السياسات والإجراءات، كما يمثل فرصة للتعلم من تجارب الدول الشقيقة وتبادل الخبرات في إدارة الأزمات الرقمية. وفي عالم تتزايد فيه الهجمات السيبرانية وتتسارع وتيرتها، فإن تعزيز الجاهزية التقنية والإدارية أصبح ضرورة قصوى لضمان استقرار البنى التحتية وحماية المواطنين والمعلومات الحساسة.
ويأتي هذا التمرين ضمن سلسلة خطوات تهدف إلى تعزيز **التحول الرقمي المستدام في موريتانيا**، وبناء نظام متكامل للأمن السيبراني قادر على مواجهة التحديات المستقبلية، بما يعكس اهتمام الحكومة بتعزيز الحماية الرقمية وتطوير الكوادر الوطنية في هذا المجال الحيوي. ويؤكد الخبراء أن الاستثمار في القدرات السيبرانية ليس خيارًا، بل أصبح جزءًا أساسيًا من استراتيجية الأمن الوطني الحديثة.
