لأول مرة نشعر أن تعليمات الرئيس صار لها وقْع وصدى في الدولة

author
0 minutes, 0 seconds Read

أخبار اليوم.    لأول مرة نشعر أن تعليمات الرئيس صار لها وقْع وصدى في الدولة.
بدا ذلك واضحا هذه المرة وذلك من خلال الاهتمام والانشغال بها من طرف الحكومة والإدارات ومن الأطر .
إن الحديث اليوم عن تعليمات الرئيس للموظفين، بأن يذهبوا في العطلة السنوية إلى داخل البلد بدل السفر إلى الخارج، يدخل حيز التنفيذ، ولكن بحماس. إنه استعداد طارئ لتنفيذ أوامر الرئيس ْبمستوى عال من الجدية والزخم والفورية، وقد منح حيزا كبيرا من الاهتمام والزمن فمنذ أن قالها ونحن نعيش على أصدائها.
لفترة ما، سابقة، ظل الناس يتناقلون هذا التساؤل بصدق: أين تذهب تعليمات الرئيس وقراراته وتوصياته وأوامره ؟ وقد أوشكت سمعته وصورته كرئيس كامل السلطة والشرعية أن تتأثر بالضعف، وهي صورة يروج لها الكثير من المعارضين في العمق وهيأ لها صديقه قبل مغادرته للحكم. وقد حدث ذلك مرات أن يصدر الرئيس تعليمات وتوجيهات ويلقي خطابات تتضمن تعهدات صارمة ودقيقة وتحمل طموحات وإصلاحات، في حين يظل ذلك دون التحقق؟ هل يرتبط الأمر بصدق الارادة ؟ أم بفاعلية وجاهزية الهيئات والأشخاص أنفسهم ؟ صحيح أن مسلك غزواني لا غبار عليه في صدق الارادة ، ومع ذلك ظل هذا التساؤل يطرح أيضا بين الأشخاص الذين يلتقون بالرئيس بعد محاولات عديدة وطول انتظار أملا في تسوية وضعياتهم أو في حل مشاكلهم أو قضاء حوائجهم خاصة أن الرئيس يعطي تعليماته وأوامره مباشرة لصالح زواره بحضورهم، إلا أن تلك التعليمات أو التوصيات لا ترى النور في الغالب وتظل بين يدي التسويف والمماطلة حتى يضجر أصحابها من متابعتها وتتكون لديهم نظرة أخرى، الأمر تكرر مرات حتى صار يوحي بصورة ما ! لقد زادت الضبابية الكبيرة بشأن الجواب القاطع على ذلك التساؤل المتعلق ب : لماذا ذلك ؟ وألقت بظلال ثقيلة من الشكوك على صورة من عدم نفاذية أوامر الرئيس إلى معاونيه وعلاقته بهم رغم أنه هو من يختارهم للتعيين ومن دون …ظل ذلك التسمم يتشابك في الذاكرة ، وظلت قرارات الرئيس وتعهداته غير المنفذة تتراكم. إنه في كل مرة يعلن قرارا مهما جديدا مثل الحرب على الفساد بإرادة أقوى، ويعلن على الملأ ضعف الادارة وعدم تنفيذ المشاريع، ويعلن سنة للاكتفاء الذاتي وسنة للتعليم ومشاريع عملاقة وواعدة زراعية وتنموية وغيرها وغيرها، لكن يبقى ذلك من دون تفعيل بمستوى وجدية وقوة الإعلان أو الأمر الصادر من الرئيس شخصيا ! رغم أن الجعجعة تظل عارمة بتحرك جهاز الدولة ولواحقه يوم التدشين أو الإعلان، وينتهي الأمر ليندرس فيما بعد …لقد استوعب غزواني الأمر وتبنى استراتيجية جديدة من رأسين ؛فضيق بابه كثيرا بدل الباب المفتوح، مع أنه لايزال يلجه بعضهم على نحو غير مفهوم بالضبط ويوصده على نحو غير مفهوم أيضا في وجه المهم . وأخذ يبحث عن شخصية يمكن أن يقوم بالمهمة الثانية القدرة على المتابعة وتنفيذ تعليماته ، لأن المشكلة الكبرى في تنفيذ القرارات هي وجود آلية قوية للمتابعة. وهذه الميزة ضعيفة جدا في أطر البلد نتيجة لضعف الجدية والإخلاص للدولة .
المختار ولد إجّاي على نحو استثنائي اتضح للرئيس أن لديه تلك الملكة : دقة وحسن المتابعة. لقد خلق تعيينه ديناميكية جديدة في الدولة وفي الاطار الزمني والوظيفي نفسه، أي في متابعة القرارت وتنفيذ الأشغال ومتابعة تعليمات الرئيس. وهكذا نشأ إطارا وظيفيا جديدا جعل الرئيس في صلب عمل الحكومة اليومي ولأول مرة .لقد صار مرجعية لكل ما يقام به في البلد ، وعلى هذا النحو تصدر تعليمات الوزير الأول .لقد جعلت هذه الوضعية السياق يختلف عما كان عليه الحال في السابق .
صحيح أن جيوبا صغيرة مرتبطة بشخصيات نافذة في مكان ما وفي الحكومة مازالت غير وظيفية، وتشكو من الضعف، وتخوض حربا لأجل نيل الاعتراف بمركزها في نظام غزواني،إنها حرب جانبية “صغيرة”ينفخ فيها موظفين خرجوا من الخدمةبحصيلة مظلمة ٠ لكن جميع الأوامر التي تمر عبر الوزارة الأولى تجد الطريق السريع للتجسيد .
التعليمات الأخيرة حول قضاء الراحة في أرض الوطن، بالنسبة للموظفين، وجدت حيزا كبيرا في عمل الحكومة والمؤسسات على مدى الأسابيع الماضية. لقد تم تبنيها كأمر يندرج في المصلحة العامة للبلد بالنسبة لصورته في الخارج وبالنسبة لوقف استنزاف مخزونه من العملة الصعبة وتعزيز الارادة في مكافحة الفساد والرشوة، فتكلفة العطلة باهظة وتتطلب سيولة تفوق إمكانيات الموظفين بصفة عامة ،وأهم من كل ذلك عودة الموظفين والمسؤولين لمدنهن وجتمعهم خارجا عن مواسم السياسية ومنحهم مزيدا من الفرص للاطلاع على أحوال الناس وهمومها بوضوح وصدق إن ذلك هو أهم طريقة لتشخيص واقع السكان وهمومهم الحياتية اليومية ومعرفة انعكاس عمل الحكومة على حياتهم مما يدفع بمزيد من وضوح الرؤية في القرار إنه سيتم التمييز بين العمل الفلكلوري الحكومي الذي تقوده مفوضيات تآزر والأمن الغذائي ومستوى التغييرات الواقعية لندخلها .القرار له جوانب عديدة مهمة، بل غاية في الأهمية، رغم أننا لم نتوصل بعد لحيثياته: فهل يتعلق بمنع الموظفين وأسرهم أو الموظفين فقط دون أسرهم من قضاء الراحة في الخارج؟ الأمر يختلف في الواقع من حيث الأهمية، لكنه على كل حال نداء أو قرار أطلقه رئيس الجمهورية تمت العناية به على نحو يشي بالأهمية .
إن الجميع اليوم يتحدث بنية وانصياع مختلفين، بما في ذلك السياسيون، عن هذا القرار. وهذا مهم جدا ومفيد بالنسبة للإرادة السياسية للبلد .

من صفحة الإعلامي محمد محمود ولد بكار

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *