أخباراليوم. كنت أتابع مسار إعادة هيكلة وزارة الثقافة لغرض فى نفس يعقوب، و لما نشرت النتائج أمس،اتصلت على الأمين العام الفاضل المحترم سيداتى ولد جدو ،الذى عودنا على التعاون و سعة الصدر،و ترتب على المكالمة استدعائى لمقابلة معالى الوزير،الحسين ولد مدو،صديقي و زميلي الوفي،غير أن برنامجه المشحون منعه من الاستقرار وقتا مناسبا للمواعيد المحددة،لكن هذا اليوم الذى ترددت فيه على وزارتنا الوصية،مكنني من التعرف عن قرب على سيداتى،سيادة الأمين العام،فرأيت عن قرب صبره و حسن تعامله و ما يبذله من جهد لصالح الوزارة و الوزير و النظام القائم،فمن الناس من أعطاه الله سجية الخلق و الحنكة.
و بمناسبة هذه التعيينات فى سياق إعادة الهيكلة أهنئ زملائي المعينين للتو،رغم خيبة أمل بعد انتظار طويل و وعود لم تتحقق بعد،رغم ما سبق من سجن و إقالة فى نفس ذلك اليوم القاتم28/8/2024،و ما تبع ذلك من معاناة ما زلنا نتابعها،دون إنصاف حتى الآن.
و رغم المعاناة المتواصلة و آثار الاستهداف الظالم،فما زلت أتوقع لمسة إنصاف عميق مستحق،خصوصا مع قيادة الوزير الأول،مختار ولد انجاي،للحكومة الراهنة،و الذى تواصلت معه بصورة إيجابية،رد فيها بطريقة رفيعة و أخوية،أكدت على رجاحة عقله و تمسكه بنهج التسامح و التعاون،كما أن وجود الدكتور الحسين ولد مدو على رأس القطاع يدفع باستمرار للتمسك بعروة التفاءل،غير أن عدم التساوي فى الفرص و عدم تعجيل توجه الإنصاف الفعلي الملموس يؤكد الحاجة للتوجه للمزيد من مد الجسور و الشراكة و التوازن،حتى لا يجد المفرقون فرصة للتشكيك فى فرص تعميق التهدئة و إعطاء الجميع هذه الفرصة للشعور بالمساواة،و لعل بعض الإجراءات الخصوصية مهمة أحيانا،لترجمة روح المساواة و جوهرها.
فموريتانيا ليست لجهة دون أخرى و جرح المشاعر و الإيحاء بالاستهزاء الضمني لا يخدم اللحمة الوطنية و تكريس الاستقرار السياسي،فكفانا تهميشا و استهدافا و إهانة و وعودا لم ترى النور بعد.
و لقد تلقيت رسالة مطمئنة جدا من أخى معالى الوزير الأول، مختار ولد انجاي،و أما صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ الغزوانى فديدنه الحلم و الابتعاد عن الظلم،فمن أين يأتينا هذا الحرمان و الظلم المتواصل؟!.
لا أعرف ما هو المنطق الذى يحكم بعض التعيينات،و تغييب البعض،فوزارة الثقافة مثلا اعتبرت فى تعييناتها تمثيل شعراء الفصحى و الشعراء التقليديين و عدة جهات سوى جهة واحدة،و رغم وجود أكثر من مائة إطار لا يوجد من بينهم إطارا واحدا من مجموعة معينة،و يقل فيهم بامتياز أطر تلك الجهة!،و لا أجد من التاريخ السياسي الحديث فى وطننا ما يبرر “تدليت ليد هذه”،و حتى على مستوى القطاع الخاص،لا يمكن أن يتجاهل البعض مستوى العناية و الإيثار،و رغم قناعتي بمسالمة صاحب الفخامة و حلمه و تقديره للجميع،فما الذى يدفع البعض لترك بصمات تشكك فى طابع التوازن؟!.
إنصاف كل أبناء و طاقات موريتانيا مهم للشعور بالإنصاف و السلامة من الغبن المفرق المزعزع لعلاقات الناس البينية.
و لعل الاستماع لحديث المهمشين و تحرج كرامتهم و أنين أمعاءهم هو أقرب سبيل للهدوء و التعايش و اللحمة الحقيقية،بإذن الله.