رسالة من تحت الباكلوريا
وكالة أخبار اليوم من التلميذ ممو الخراش، إلى المراقب ممو الخراش:
لا تطالع ورقتي، فإنها ليست كتابا، والقاعة ليست مكتبة، ولديك فائض من الوقت خارج القاعة، استغلله في مطالعة ماهو أهم مما سطرته يداي، في ظرف محدود!
مسيرتك العلمية والمهنية نقدرها، ونثمنها، لكن لا علاقة لنا بها الآن، ولا مانع من أن ننتظرك خارج المركز بعد انقضاء الامتحان، لتسردها علينا، فحتما ستكون فيها دروس وعبر مهمة نحتاجها في حياتنا.
لا داعي للكلام، فلغة الإشارة تكفي، أما ضرب الطاولة، والزجر بصوت مرتفع، فهذان تتناثر شظاياهما في زوايا القسم، فتصيبان البار والفاجر، ولا تصيبان من يضع سماعة في أذنه في الحال. تذكر أن ثلثيْ الرقابة الصمت، وأن ثلثها الباقي هو الصمت أيضا.
لا أريد أن تساعدني، لكن انتبه للذي يجلس بجانبي، فحقي عليك أن تؤمن لي ظروفا مناسبة للامتحان، ومن تلك الظروف أن تتعاطف معي بأن لا تترك لأحد علي من سبيل.
لا تقل لي إن الباكلوريا ليست مهمة، وإن أمامي سنوات من البهالة ستقتل حماسي، بل قل لي: وفقك الله.
قد أكون أنسيت ورقة الاستدعاء أو بطاقة التعريف، لا تخوفني برئيس المركز، وكن محاميا للدفاع عني أمامه، وأعدك في الحصة المقبلة أن أصطحب معي ما أنسيته اليوم.
باختصار، تذكر كل ما كنت تكرهه في المراقبين، وابتعد منه. وأعدك بالابتعاد عما لا تحبه من غش، وفوضى…
وفقني الله وإياكم جميعا.