أخبار اليوم. استقبلت زاوية الشيخ سيدي المختار الكنتي بالعاصمة نواكشوط؛ الزاوية الحاضنة لاتحاد الزوايا والهيئات القادرية ذات السند الكنتي بإفرقيا، مساء اليوم الخميس ، وفدًا أكاديميًا من المملكة المغربية الشقيقة، ضمن نشاط افتتاحي لزيارة علمية وثقافية ينظمها باحثون وأعضاء من مختبر القيم والمجتمع والتنمية بجامعة ابن زهر في أكادير.
وتكون الوفد الأكاديمي الزائر من الأستاذ الدكتور الحسن بنعبو؛ رئيسا، وعضوية الأستاذين د. أحمد فكير، ود. رشيد بديش.
وحظي الوفد الزائر باستقبال رسمي وترحيب بالغ من طرف شيخ الزاوية الشيخ سيد اعمر بن سيدن ومشايخ وأعضاء من الزواية، حيث عبّر الشيخ سيد اعمر في كلمته الافتتاحية عن اعتزازه بهذه الزيارة العلمية، مؤكدًا ما تمثله من قيمة معنوية وعلمية في تعزيز الصلات الروحية والثقافية بين المؤسسات العلمية والزوايا ذات الامتداد التاريخي المشترك في الفضاء المغاربي والإفريقي.
وعرف النشاط الافتتاحي تقديم محاضرات علمية متخصصة ألقاها أعضاء الوفد الأكاديمي الزائر، تناولت بالدرس والتحليل التراث العلمي والروحي للمدرسة الكنتية القادرية، مع تركيز خاص على شخصية الشيخ سيدي المختار الكنتي، ودوره الإصلاحي والعلمي، وكذا على مسيرة ابنه وخليفته الشيخ سيدي محمد الخليفة، وما أسهما به في ترسيخ الإشعاع العلمي والتربوي للزاوية في المنطقة.
وأوضح المتدخلون أن المدرسة الكنتية القادرية شكّلت نموذجًا رائدًا في الجمع بين العلم والتصوف، وأسهمت في نشر قيم الاعتدال والتسامح، وبناء شبكات علمية وروحية عابرة للحدود، كان لها أثر بالغ في التاريخ الثقافي والديني في إفرقيا.
وتهدف هذه الزيارة، بحسب القائمين عليها، إلى تعزيز التعاون العلمي والثقافي، وربط الصلات البحثية بين الجامعات المغربية والمؤسسات العلمية التقليدية في موريتانيا، إضافة إلى فتح آفاق جديدة للدراسة الأكاديمية حول التراث الصوفي والعلمي المشترك، وتبادل الخبرات في مجال توثيق المخطوطات والذاكرة العلمية للزوايا.
وتدوم هذه الزيارة قرابة الأسبوع سيقوم خلاله أعضاء الوفد بإلقاء عدة محاضرات والمشاركة في ندوات علمية مشتركة مع باحثين موريتانيين، إضافة لزيارة جامع زاوية الشيخ سيدي المختار الكنتي بنواكشوط، وبعض المعالم الصوفية في البلد.
وتأتي هذه الزيارة وسط أجواء علمية وروحية مميزة، عكست عمق الروابط التاريخية والثقافية بين المغرب وموريتانيا، وأكدت أهمية الانفتاح المتبادل بين البحث الأكاديمي المعاصر والمؤسسات العلمية العريقة
