.
أخباراليوم. من علائم انحطاط أي أمة أن يتساوى العلماء والجهلة،و أن يحاول أن يعلو الذين لا يعلمون على الذين يعلمون،
أي زمن هذا الذي نعيشه؟ زمن بلغ فيه احتقار العلم والعلماء الزبى. أينما ترهف أذنيك، وحيثما تجول قدماك، تعثر على رويبضة اعمته دريهمات باع بها وطنه قبل أن يبيع بها دينه ودنياه ينفث سموم الاحقاد و الكره للإسلام والمسلمين
فتتعجب كيف لأمة حوت علماء حملوا مشعل الإسلام الي مشارق الأرض ومغاربها ، لا تزال تركن أمام بعض الغوغاء الجهلة ؟!
وأي أمة هذه التي يحتقر ويسب علمائها ، جزافا من كل من هب ودب و لا يفكّ حرفاً! أي جريمة نقترفها بحق علمائنا بخفة ولا مبالاة قل نظيرهما!
في زمن أصبح ينطق فيه الرويبضة وتنافح العاهرة فيه عن العفة.
روى أبو هريرة- رضي الله عنه- عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: سيأتي على الناس سنواتٌ خداعات، يُصدَّق فيها الكاذبُ ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمَن فيها الخائن ويُخَوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرُوَيْبِضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة. أخرجه الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما.
وها نحن نعيش تلك السنوات الخدّاعات، ونرى رأي العين ما أخبر به الصادق المصدوق- صلى الله عليه وسلم، فهاهم أولاء التافهون والتافهات من المتهافتين والمتهافتات يخوضون في أمر العامة، بل قد تجرّأ على ذلك حتى من ظاهرهم التخنّث المترنحون بين هؤلاء وهؤلاء.
ووصلت السفالة إلى التحدّث بالانتقاد اللاذع المخادع عن الأئمة والعلماء منارات الهدى وأضواء الدجى .
وانتقادهم من أولئك التافهين مكرٌ خبيث ومنكر شنيع.
وصدق من قال: إذا أردت أن تحطم مجتمعا فابدأ بالقدوات فيه وعلى رأسها الإمام و العالم .
فمحاولات هذا التحطيم قديمة تجدّدت هذه الأيام من خلال هجوم ممنهج على الداعية المحبوب محمد ولد سيدي يحي الذي حباه الله بحب العامة.
استعمل فيه من رضي لنفسه أن يكون معول هدم بعد ان أصبح رهين دريهمات المنظمات التبشيرية كل اساليب التلفيق والكذب والافتراء.
فتارة يطِلُّ علينا نائب تخمّر فوق الكراسي وشاخ خبثا ، وأضمر خيله في تصيُّد منصب ومكسب ليس أهلا له وما أناخ ، وقد بلغ من الكبر عتيا واشتعل رؤوسُه شيبا، ونطق مع الفهاهة والعِيّ خطلا وعيبا، يطِلُّ علينا فاضحاً لنفسه ومبديا لسوءة جهله المطبق بأبسط أمورالدين،
ويخرج علينا تارة أخرى أشباه أولاد السِّفاح، اتخذوا الأئمة هدفا ومرمى وصوَّبوا نحوهم كل نصل مسموم وسهما، متهمين الأئمة بابشع التهم ، كبُرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا،
في محاولة منهم لتكميم صوت الدعوة و التبليغ مستعينين بدول التي بيّتوا في مخابرها الدسائس والتآمر والتخابر ؟ ألا طاشت سهامُهم وعاد بالخيبة من باع منهم وطنه وراح يلعق أحذية أسياده في الخارج يتسوَّل صفة اللاجئ السياسي .
وما كان لكل أولئك المتجرِّئين المأجورين أن يُسمع لهم نقيقٌ ولا عرير أو نعيق ولا صرير لولا الإعلام الذي فتح بابه لكل ذي عواء وشحيح ورغاء وفحيح كي يطلّ على المجتمع ولو على حساب المبادئ والقيم.
إن حملة الاساءات هذه ما هي إلا صورة من المحاولات الممنهجة التي تعمل على ضرب القدوات الصالحة في المجتمع ليصل التابعون للدوائر الخبيثة الماكرة إلى أهدافهم الوضيعة، وهيهات أن يَصلوا لأن حرس حدود الشريعة يَقِظون منتبهون، والمرابطين على ثغور المآذن والمنابر لا ينامون.
بقلم شيخنا سيد محمد
