أخباراليوم. – قال المدير العام للأمن الوطني، الفريق محمد لحريطاني، إن مقاربة الأمن في موريتانيا لم تعد تقتصر على المفهوم التقليدي المرتبط بالجريمة والعقاب، بل أصبحت رؤية شاملة تقوم على الوقاية، والتخطيط، وتوظيف التكنولوجيا، والاستجابة لمختلف التحديات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، خاصة في الوسط الحضري.
جاء ذلك في خطاب ألقاه، في 18 ديسمبر 2025، بمناسبة الذكرى الأربعين لعيد الشرطة الوطنية، بحضور عدد من أعضاء الحكومة، وكبار المسؤولين القضائيين والعسكريين، والسلطات الإدارية، وقادة الأجهزة الأمنية.
وأوضح المدير العام للأمن الوطني أن السياسات الأمنية المنتهجة تستند إلى توجيهات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وتهدف إلى بسط الأمن والاستقرار وحماية المواطن والمقيم، من خلال إجراءات ميدانية تشمل الحدود الوطنية، والأرياف، والطرق الرئيسية والفرعية، إضافة إلى المدن والتجمعات الحضرية الكبرى.
وأشار إلى أن التحديات الأمنية في المدن أصبحت أكثر تعقيدا، ولم تعد تنحصر في مكافحة الجريمة فقط، بل تشمل قضايا من قبيل تعاطي المخدرات، والهجرة النظامية وغير النظامية، والاتجار بالبشر، وحركة المرور، والتخطيط الحضري، والخدمات الأساسية، إلى جانب الحاجة إلى سرعة الاستجابة ونجاعة التدخل عند الكوارث والحوادث الخطيرة.
واستعرض الفريق محمد لحريطاني ما وصفه بالتحول النوعي الذي شهدته الشرطة الوطنية، من خلال اعتماد الرقمنة والأنظمة الذكية، وفي مقدمتها منظومة جمع البيانات الشرطية (WAPIS)، التي تم ربطها بـ62 محطة تابعة لأجهزة إنفاذ القانون، تشمل الشرطة والدرك والجمارك، بما يضمن تنسيقا أفضل وتبادلا فعالا للمعلومات.
وأضاف أن العمل جار على استغلال وتطوير عدة أنظمة رقمية، من بينها أنظمة أمن المرور، وتسجيل الدراجات النارية، وضبط المخالفات المرورية بالذكاء الاصطناعي، والتعرف الآلي على لوحات المركبات المزورة، وإدارة تراخيص الأسلحة، واستقبال طلبات التأشيرة والإقامة، إضافة إلى نظام مقارنة الحمض النووي، وتسيير المكتب المركزي لمكافحة تهريب المخدرات.
وأكد المدير العام للأمن الوطني أن تطوير الأداء الأمني يوازيه اهتمام بتحسين أوضاع الموارد البشرية، من خلال تصحيح المسارات المهنية، وتحيين النصوص القانونية المنظمة للشرطة، وتعزيز التكوين القاعدي والمتخصص، وتحسين بيئة العمل، وتوفير الوسائل اللوجستية، وتفعيل آليات الرقابة الداخلية، بما يعزز الثقة ويرسخ الانضباط والمسؤولية.
وجدد الفريق محمد لحريطاني تهانيه لكافة أفراد الشرطة الوطنية، مشيدا بتضحياتهم ودورهم في حفظ الأمن والاستقرار، ومؤكدا المضي قدما في بناء جهاز شرطي مهني، عصري، وقادر على مواجهة التحديات المتجددة
