أخباراليوم. لم تكن صدفة أن يدعو فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني من انبيكت لحواش لمحاربة العنصرية والشرائحية والقبلية. فمن ابعد نقطة من المركز جاء النداء،. إذ لا يمكن ان تبنى دولة مؤسسات مع تلك المعوقات والمتاريس التي ظلت تقف عائقا أمام توفير العدالة والتكافؤ في الفرص.
لم تكن دعوة نظرية اوطوباوية، بل اعتمدت مقاربة واقعية وناجعة، من خلال البدء في التطبيق الصارم لهذا النهج و معاقبة كل موظف يشجع الانقسام و العنصرية والشرائحية والقبلية، في وقت حساس تمر فيه المجتمعات بتحديات فكرية وثقافية تهدد وحدتها.
فهذه الآفات، وإن كانت ذات جذور تاريخية، إلا أنها تتعارض اليوم مع روح الدولة الحديثة القائمة على المواطنة والمساواة أمام القانون.وفي أكثر من مناسبة، شدد رئيس الجمهورية على أن “الموريتانيين جميعًا متساوون في الحقوق والواجبات”، وأن “الانتماء الأسمى يجب أن يكون للوطن، لا للقبيلة أو الفئة”.
إن هذه الدعوة ليست مجرد شعار سياسي، بل هي رؤية إصلاحية تهدف إلى بناء دولة عادلة تُكرّس قيم الإنصاف والتكافؤ الاجتماعي، وتفتح الباب أمام كل المواطنين للمشاركة في التنمية دون تمييز أو إقصاء.
وقد ترجمت هذه الرؤية إلى سياسات عملية تمس التعليم، والتشغيل، والعدالة الاجتماعية، عبر برامج تهدف إلى تقليص الفوارق وتعزيز التماسك الوطني، ونبذ العنصرية والشرائحية والقبلية .إنه الطريق الوحيد نحو مستقبل آمن ومستقر، حيث يعيش الموريتانيون في كنف العدالة والمساواة، بعيدًا عن رواسب الماضي ومآسي التفرقة.
فالوطن لا يبنى بالألقاب ولا بالألوان، وإنما يبنى بالعقول المتصالحة والقلوب المتآخية.
