أخباراليوم. بدأ اليوم الاثنين بنواكشوط فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، وتوفير منصة علمية لتبادل الخبرات والمعارف بين الباحثين والخبراء في هذا المجال.
وفي كلمة له بالمناسبة، ثمن الأمين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي السيد انوي الشيخ تنظيم المؤتمر، باعتباره فضاء مميزا للحوار وتبادل الخبرات حول التحديات والفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، مضيفا أن هذه التقنية أصبحت اليوم في صميم التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على المستوى العالمي.
وأضاف أن المؤتمر يجمع نخبة من الباحثين والمهندسين والطلبة والخبراء الدوليين جاؤوا لتقاسم تجاربهم ونتائج أبحاثهم في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، كالصحة، والتعليم، والزراعة، والطاقة، والإدارة العمومية، مما أكسبه أهمية بالغة ستنعكس إيجابا على الأداء العلمي والمهني للباحثين الوطنيين.
وأكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد فكرة مستقبلية، بل حقيقة معاصرة، حيث غيّر الطريقة التي نتعلم بها، وننتج بها، ونتواصل ونتعالج بها.
وذكر بالاهتمام الذي يوليه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لعصرنة البحث العلمي وتطويره والرفع من مستواه لمواكبة مستجدات العصر، مشيرا إلى أن هذا الاهتمام جسدته حكومة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد أجاي على أرض الواقع من خلال جعل موريتانيا فاعلاً إقليميًا في ميدان التقنيات الذكية والتحول الرقمي وتطوير القدرات البشرية وإدماج علوم البيانات والذكاء الاصطناعي في المناهج الجامعية والتكوينية.
وأكد الأمين العام أن قطاعه يشجع كل المبادرات التي تسعى إلى تكوين شبابنا، وتحفيز البحث العلمي، وتطوير حلول تكنولوجية تراعي واقعنا الوطني.
وكان رئيس جامعة نواكشوط السيد علي محمد سالم البخاري قد ألقى قبل ذلك كلمة ثمن فيها دعم وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والتحول الرقمي وعصرنة الإدارة، لجامعة نواكشوط، واهتمامهم بتطوير البحث العلمي والتحول الرقمي فيها.
وقال إن الجامعة اعتمدت في السنة الماضية استراتيجية طموحة تقوم على عدة محاور، منها تشجيع التميز الأكاديمي والعلمي من خلال تعزيز التكوين والبحث والابتكار في المجالات ذات الأولوية مثل الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والتنمية المستدامة والانفتاح على المحيطين الوطني والدولي عبر توطيد الشراكات مع الجامعات ومراكز البحث داخل موريتانيا وخارجها، وتطوير مسارات التكوين المزدوج بما يتيح للطلاب الحصول على شهادات مزدوجة تواكب المعايير الدولية وتفتح أمامهم آفاقا أوسع في سوق العمل.
وأعرب عن أمله في أن تحقق هذه المقاربة على المدى المتوسط تقدما ملحوظا للجامعة في التصنيفات الدولية، وذلك بفضل تضافر الجهود المشتركة بين المدرسين والباحثين والإدارة والطلاب.
وأوضح رئيس جامعة نواكشوط أن اختيار موضوع المؤتمر حول الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في عصر التحول الرقمي يعد اختيارا موفقا وبالغ الأهمية، لكون الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تكنولوجيا مستقبلية، بل أصبح أداة حيوية في مختلف مجالات الحياة، كالطب والزراعة والصناعة، والإدارة، والتعليم، والنقل، وغيرهم.
ونوه بجهود أبناء موريتانيا في المهجر، الذين لم يدخروا جهدا في سبيل إنجاح المؤتمر، عند مراحله التحضيرية الأولى وحتى تنظيمه، مقدمين بذلك مثلا حيا على روح الانتماء والالتزام بخدمة الوطن.
كما أشاد بمشاركة الباحثين والضيوف القادمين من الخارج، معبرا عن امتنانه العميق بمشاركتهم الفاعلة في هذا الحدث العلمي الكبير، مما يعكس المكانة السامية لجامعة نواكشوط على الساحة الأكاديمية الدولية، ويؤكد انفتاحها على التعاون العلمي العابر للحدود.
وبدوره أكد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الآلسكو”، السيد محمد ولد اعمر أن المنظمة جعلت في مقدمة أهدافها دعم التنمية الشاملة في الوطن العربي من خلال تطوير التقنيات واستخدام مجالات الرقمنة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية، مضيفا أنها اتخذت عدة خطوات لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات التي تهم البلدان العربية.
واعتبر المؤتمر متميزا لجمعه نخبة من الباحثين الوطنيين والدوليين في مجال الرقمنة، معربا عن اعتزازه بالتعاون بين المنظمة والدولة الموريتانية في مختلف المجالات التربوية والعلمية والرقمية وذلك لتعزيز السيادة الوطنية في هذا المجال.
حضر الحفل الأمين العام لوزارة التحول الرقمي وعصرنة الإدارة ومسؤولين سامين في الدولة والعديد من الخبراء الوطنيين والدوليين.