أخباراليوم.   قال الصحفي المختص في الشأن الفرنسي آداما جابيرا، في مقابلة مع قناة TTV، إن حالة عدم الاستقرار السياسي في فرنسا ليست مسألة داخلية بحتة، بل لها تداعيات واسعة على أوروبا والعالم، وخاصة على الدول الإفريقية التي تربطها بفرنسا علاقات تاريخية، وفي مقدمتها موريتانيا.

وأوضح جابيرا أن منطقة الساحل تشهد منذ سنوات تدهوراً واضحاً في علاقات فرنسا مع معظم دولها، باستثناء موريتانيا التي تبقى – بحسب تعبيره – “البلد الوحيد الذي يمكن وصف علاقته مع باريس بالمستقرة”، رغم التحولات الجيوسياسية المعقدة في المنطقة.

وأشار الصحفي إلى أن الأزمة الحكومية في فرنسا تضع هذا البلد، الذي يُعد القوة الاقتصادية الثانية في أوروبا والعضو الدائم الوحيد في مجلس الأمن من القارة الأوروبية، في وضع حرج داخلياً وخارجياً، مما يثير قلق الشركاء الدوليين والمستثمرين، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يتابعها الجميع بـ”قلق وحذر”.

وأكد جابيرا أن أمام موريتانيا فرصة دبلوماسية ثمينة في هذه المرحلة، من خلال تبني موقف متزن ومحايد، مع محاولة استثمار تراجع النفوذ الفرنسي في الساحل لصالح تعزيز الشراكة الموريتانية-الفرنسية، مضيفاً أن نواكشوط يمكنها الاستفادة من إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة لتقوية علاقاتها مع أوروبا بشكل عام.

وختم الصحفي تصريحه بالقول إن تاريخ العلاقات الموريتانية-الفرنسية، الممتد منذ فترة الاستعمار وحتى اليوم، يجعل من الضروري التعامل بذكاء وحذر دبلوماسي مع المستجدات في باريس، مع الحفاظ على توازن العلاقات مع بقية الشركاء الأوروبيين والدوليين