أخبار اليوم. انتقد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بشدة، الاتهامات الموجهة إلى بلاده من طرف جارتها مالي، معتبرا إياها “ثرثرة سوقية لا تستحق إلا الاحتقار”.
وقال عطاف في كلمة أمام الأمم المتحدة، إن “قمم الوقاحة والدناءة والوضاعة التي تسلقها هذا الشاعر الفاشل والانقلابي الأصيل (الوزير الأول المالي) ما هي إلا هذيان جندي جلف”.
وأضاف أنه “عوض التفوق في فن تعليق شماعة الفشل على الغير وفن صرف الأنظار عن كل إخفاقاته، كنا نتمنى ونمني أنفسنا لو أن الجندي الجلف هذا وأمثاله تفوقوا في فنون أخرى أشرف وأنبل وأنفع لمالي”.
وأكد أنه كان يتمنى “لو أن الجندي الجلف هذا وأمثاله، تفوقوا في فن السعي لاستعادة الأمن والاستقرار في بلدهم، وفن العمل لتحسين مستوى معيشة شعبهم، وفن تمكين مالي من حوكمة تليق به وبتاريخه العريق، حوكمة متفوقة بالكفاءة، ومترفعة بالنزاهة، وحوكمة متميزة بالأمانة والوفاء”.
وأبرز أن “جمهورية مالي تستحق أحسن وأرقى من هؤلاء الانقلابيين المتآمرين كلهم، والجزائر تدرك تمام الإدراك أن هذا البلد الشقيق لا يمكن اختزاله في طغمة لا ترى لمستقبل بلدها أفقا إلا من خلال منظار تشبثها بالسلطة والتسلط على شعبها”.
وأشار إلى أن “يد الجزائر تبقى ممدودة ومساعيها تظل قائمة، ومخزون صبرها لم ولن ينضب في سبيل إعلاء ما يجمعها بأشقائها الماليين من أواصر لا تهتز بمثل هذه العوامل العرضية على سوئها وعلى وضاعة القائمين عليها”.
وكان الوزير الأول المالي الناطق باسم الحكومة الجنرال عبد الله مايغا، قد هاجم الجزائر قبل أيام قائلا إن “الهجوم الجبان والغادر الذي استهدف القوات المسلحة المالية في تينزاواتين (أواخر يوليو 2024)، وقع على بعد كيلومترات قليلة من الحدود الجزائرية. ومن اللافت للنظر أن المجلس العسكري الجزائري لم يرَ أو يسمع شيئا، رغم أن العمل الإرهابي كان مُخططا له على أراضيه. وهذا أمر مقلق لبلد اعتبر بطل الاتحاد الإفريقي في مكافحة الإرهاب، وأصبح في السنوات الأخيرة بطلا في الترويج للإرهاب وتصديره”.
وأوضح مايغا في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي “فمقابل كل رصاصة تُطلق علينا، سنرد بالمثل. ومقابل كل كلمة يساء استخدامها، سنرد بالمثل”.
ودعا مايغا الجزائر إلى “الكف عن دعم الإرهاب الدولي، والانخراط بحزم في تعزيز السلام والأمن، بروح بناءة، مع احترام سيادة الدول”.
وتسبب تدمير طائرة تابعة للجيش المالي قبل أشهر من طرف الجزائر، توترا متصاعدا بين البلدين، ففيما تعتبر باماكو أن طائرتها دُمّرت داخل أراضيها، تنفي الجزائر ذلك، وتقول إنها لم تدمرها إلا بعد أن اخترقت حدودها.
وقبل ذلك، وجهت مالي اتهامات مباشرة للجزائر وأوكرانيا بدعم القوات المسلحة الأزوادية خلال المعارك التي خاضتها ضد جيشها مدعوما بقوات “فاغنر” الروسية في يوليو 2024 قرب الحدود المالية الجزائرية.