مؤتمر تمكين الشباب والجاليات: بين الفرصة والرهان محمد الزايد ولد الخرشي

author
0 minutes, 1 second Read

أخبار اليوم.  تستعد بلادنا لتنظيم المؤتمر الوطني لتمكين الشباب، وهو حدث يفترض أن يشكل محطة فارقة في مسار ربط الوطن بأبنائه في الخارج. لكن السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه: هل سيكون المؤتمر خطوة حقيقية نحو التمكين، أم مجرد مناسبة شكلية أخرى تُضاف إلى أرشيف اللقاءات البروتوكولية؟

 

إن الجاليات الموريتانية في الخارج تعيش ظروفاً معقدة، وتواجه تحديات عديدة في مجالات التعليم والعمل والحقوق والاندماج. ومن هنا، فإن قيمة المؤتمر لا تُقاس بعدد الجلسات ولا بحجم الشعارات، وإنما بما إذا كان من يمثل الجاليات فيه قادرًا على نقل صوتها والتعبير عن همومها.

 

المطلوب اليوم، هو اختيار ممثلين أكفاء؛ شباب يمتلكون وعياً بالشأن العام، ويفهمون حقيقة ما تحتاجه الجاليات، وقادرون على صياغة رؤية تعكس مشاكلها وتطلعاتها. فالمؤتمر بدون هذه النوعية من التمثيل لن يكون سوى لقاء شكلي بلا قيمة.

 

وتزداد أهمية هذا الأمر حين نتحدث عن وفد قارة آسيا، حيث تمثل الجالية في المملكة العربية السعودية ما يقارب تسعين بالمئة من جاليات آسيا. وبالتالي، فإن أي تمثيل لا يستند إلى معايير الكفاءة والجدارة سيكون ظلماً لهذه الجالية الكبيرة، وإهداراً لفرصتها في أن يُسمع صوتها على نحو صادق وفاعل.

 

ونحن كناشطين إعلاميين ومهتمين بالشأن العام داخل الجالية الموريتانية في المملكة، نعول على السفير الجديد الدكتور المختار ولد داهي في أن يتولى هذا الملف الحساس بعناية مباشرة، مستفيداً من خبرته الإدارية التي عرف بها في محطات سابقة، لتلافي الأخطاء التي شابت التنظيم سابقاً وضمان أن يكون التمثيل هذه المرة أكثر عدلاً وواقعية.

 

إن نجاح المؤتمر مرهون بصدق الإرادة في جعل التمثيل شفافاً وعادلاً، لا رهيناً للمجاملة أو الانتقاء. فإذا تحقق ذلك، فسيكون المؤتمر فرصة حقيقية تعزز صلة الوطن بأبنائه في الخارج، وتفتح أمام الجاليات آفاقاً جديدة للمساهمة في خدمة البلاد. أما إذا غاب الاختيار النزيه، فسيبقى المؤتمر مجرد عنوان بلا مضمون

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *