زيارة الرئيس الغزواني للأرياف ..تجسيد حي للوحدة الوطنية وتعميق للُّحمة الاجتماعية

author
0 minutes, 0 seconds Read

أخبار اليوم.    في مشهد يعكس أبهى صور الوحدة الوطنية، قام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بزيارة ليلية لعدد من القرى المحيطة بمسقط رأسه في مدينة بومديد، حيث يقضي عطلته السنوية. وقد شكل هذا الحدث لحظة رمزية عميقة في مسار بناء التلاحم الوطني وتعزيز الروابط التي تجمع بين أطياف ومكونات المجتمع الموريتاني.

لم تكن هذه الزيارة مجرد نشاط بروتوكولي أو تقليد موسمي، بل كانت رسالة واضحة مفادها أن الرئيس، بما يمثله من رمز للدولة، حاضر بين المواطنين العاديين، يتقاسم معهم الهموم والطموحات، ويعيش واقعهم اليومي بكل بساطته وتفاصيله. لقد جلس الرئيس مع السكان المحليين، تبادل معهم الحديث، واستمع إليهم بعين الأب الراعي لا الحاكم المتعالي، في تعبير صادق عن نهج القرب والانفتاح الذي يميز قيادته.

عمق المعاني الوطنية في الزيارة

إن زيارة رئيس الجمهورية للقرى والمناطق الريفية تعيد الاعتبار للبعد الوطني الشامل للقيادة، وتجسد رؤية تقوم على أن الوطن لا يُبنى من المركز فقط، بل من الأطراف أيضًا، ومن خلال تعزيز روابط الثقة والانتماء في كل رقعة من رقاعه. ويأتي هذا الانفتاح على سكان الأرياف ليعزز من روح الانتماء والعدالة في التنمية، ويؤكد أن لا مكان في موريتانيا للتهميش أو الإقصاء.

الوحدة الوطنية: واقع معيش لا شعار عابر

ما لمسناه من تفاعل شعبي واسع وحفاوة استقبال من سكان لعصابة لرئيسهم، يدل على أن الوحدة الوطنية ليست مجرد خطاب سياسي، بل هي واقع راسخ في وجدان المواطنين. هذا التلاحم بين القائد والشعب يعزز من مناعة الدولة، ويكرّس الثقة المتبادلة التي تشكل حجر الزاوية في الاستقرار والتقدم.

إن الزيارات غير الرسمية واللقاءات العفوية في قلب الأرياف، تزيل الحواجز المصطنعة، وتعيد رسم العلاقة بين المواطن والدولة على أساس الشراكة والمسؤولية المشتركة. كما أن هذه اللقاءات تسهم في بناء دولة المواطنة، التي تقوم على العدل والمساواة والاعتراف بالجميع دون تمييز.

رسالة إلى المستقبل

في ظل ما يشهده العالم من انقسامات وصراعات قائمة على الهويات الضيقة، تقدم موريتانيا من خلال هذه المشاهد رسالة حضارية فريدة: شعب واحد، متعدد في ثقافاته، موحد في تطلعاته، تلتقي فيه القبائل والمكونات في مشهد اجتماعي متماسك، تؤطره قيم الدين والأخوة والتاريخ المشترك.

زيارة الرئيس الغزواني للأرياف، وخصوصًا في مسقط رأسه، تؤكد أن التنمية تبدأ من القرب من الناس، وأن تعزيز الوحدة الوطنية ليس مشروعًا مؤسساتيًا فقط، بل فعل يومي يمارسه القائد في سلوكه وتواصله وتواضعه.

خاتمة

إن تجليات الوحدة الوطنية تتعزز يومًا بعد يوم من خلال مبادرات تعكس إرادة سياسية صادقة في تكريس العدالة الاجتماعية والانصهار الوطني. وزيارة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لأرياف بومديد ليست سوى حلقة مضيئة في هذا المسار، تؤكد أن موريتانيا تمضي بثبات نحو مستقبل يجمع لا يفرّق، يبني ولا يهدم، يعزز الانتماء ويعمّق الإخاء.

بقلم: تماد إسلم أيديه

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *