أخبار اليوم. – نظم مركز إفريقيا للدراسات والخدمات الإعلامية أمس السبت ندوة بمناسبة الذكرى الأولى لتنصيب الرئيس محمد ولد الغزواني في مأموريته الثانية بعنوان “موريتانيا وتدبير الدبلوماسية والأمن: الرؤية – الحصيلة – الرهانات”.
وشارك في الندوة عدد من الباحثين والخبراء والسياسيين، وكذا عدد من الوزراء السابقين.
المقاربة الدبلوماسية
الوزير السابق بسم الله عليه ولد محمد صالح أوضح أن المرتكزات التي انطلق منها الرئيس الحالي في إدارة المقاربة الدبلوماسية الموريتانية هو حسن الجوار، والأخوة، والتعاون، إضافة للتشاور في القضايا المشتركة مع كافة الشركاء.
وذكر ولد محمد صالح أن ما ميز هذه المقاربة هو عدم الانجرار خلف محاولات الابتزاز والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يشكل تعقيدا في تلك العلاقة سواء على مستوى دول الجوار أو في المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن هذه المقاربة أكسبت موريتانيا ثقة في المجتمع الدولي وهو ما تمثل في رئاسة الغزواني للاتحاد الإفريقي وما صاحب تلك الفترة من تغيير للأنظمة في دول الساحل بطريقة غير دستورية، وانتشار الحركات المسلحة والجريمة المنظمة.
وأردف أن القمة الأخيرة للرئيس الأمريكي مع خمسة قادة أفارقة عكست جهود موريتانيا في تحويل الدبلوماسية إلى أداة تأثير، كما أظهر خطاب ولد الغزواني فيها القيمة الجيو الاستراتيجية والمستقبلية الواعدة لموريتانيا.
ولفت إلى أن اعتماد سياسة الهدوء الحذر مكن من تحقيق مكاسب دبلوماسية لموريتانيا وجعلها وجهة لعديد المنظمات الدولية، إضافة لتدفق التمويلات الدولية على موريتانيا وإفريقيا.
الأستاذ الخليل مختاري ذكر في تعقيبه أن موريتانيا خلال فترة ولد الغزواني انتقلت من الحياد الإيجابي إلى السياسة المتوازنة والفاعلة ما أكسبها استقرارا في منطقة الساحل، كما نسجت علاقات متوزانة مع دول الجوار وكذا الخليج.
واستعرض ولد مختاري المكاسب التي حققتها موريتانيا خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي، وكذا تعدد الشراكات الاستراتيجية مع الفاعلين الدوليين، وتدخلات موريتانيا للوساطة بعدد من الأزمات الإفريقية.
واعتبر أن هذه المقاربة مكنت موريتانيا من استعادة حضورها دبلوماسيا كدولة مستقلة القرار ومحل ثقة من المجتمع الدولي.
المقاربة الأمنية
المفوض محمد عبد الله الطالب اعبيدي أوضح أن العالم يعيش توترات ومنطقة الساحل من أكثرها تضررا، مضيفا أن أهم منطلق للمقاربة الأمنية الموريتانية هو حماية السيادة الوطنية، واستقلالية القرار رغم تعدد الشركاء، إضافة لعدم التدخل في شؤون الآخرين.
وذكر أن التحديث الدوري لهذه المقاربة هو مكن من فاعليتها ونجاعتها، وكذا تنويع الشركاء الدوليين وإدارة علاقتها بهم وفق مصالحها، إضافة للمشاركة في نشر وتعزيز السلم وهو ما تجلى خلال فترة رئاسة الاتحاد الإفريقي.
وأكد أن تعزيز الجبهة الداخلية عبر مكافحة الإقصاء وبسط العدالة الاجتماعية سيساهم في تعزيز هذه المقاربة وتحصين موريتانيا مآل بعض الدول الإفريقية، إضافة لمواكبة الجالية الموريتانية في الخارج والتسهيل لها من أجل الاستثمار في البلد.
الدكتور أنس محمد فال أشار في تعقيبه إلى أنه لا تنمية بدون أمن باعتباره هو الذي يجلب الاستثمارات ويحقق الإنصاف والعدالة الاجتماعية، مضيفا أنه تم تعزيز الأمن السياسي عبر نشر السكينة العامة ونزع فتيل الأزمات.
كما تم – وفق الباحث – تعزيز الأمن الاجتماعي من خلال تدخلات “التآزر” ورفع المظالم، إضافة لتعزيز استقلالية القضاء والأمن القانوني.
واستعرض الدكتور ولد محمد فال خلال مداخلته ما تم تحقيقه على مستوى الأمن الخارجي والداخلي من منشآت ومباني، وكذا تحسين ظروف القوات الأمنية.
وشهدت الندوة مداخلات وتعقيبات لعدد من المشاركين.