أخبار اليوم. تستضيف مدينة كيفه ابتداء من يوم الجمعة المقبل المهرجان الدولي للتمور، وهو أكبر تظاهرة من نوعها تحتضنها عاصمة ولاية لعصابه، ويكتسي المهرجان أهمية استثنائية، لتزامنه مع بداية موسم العطل السنوية وفصل الخريف، والقرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية بقضاء العطل هذه السنة داخل البلاد، وأطلقت الحكومة من آدرار موسم إنعاش السياحة الداخلية تحت شعار “وطني وجهتي”، عوامل مجتمعة من المتوقع أن تجعل الحضور الرسمي والجماهيري للمهرجان كبيرا، من الولاية، ومن مختلف مناطق الوطن،ورغم أهمية المناسبة، وقرب الحدث – أقل من أسبوع- إلا أن الفتور، والغموض يخيمان على المشهد في كيفه، وقد وعد والي لعصابه بعقد اجتماع مع المعنيين مخصص للمهرجان وهو ما لم يحدث أقله حتى الآن، وتدور أسئلة على ألسنة الناس في المدينة عن هواجس التنظيم، ومآلات التمويل.
وبالنسبة لهواجس التنظيم، يخشى أبناء المدينة من فشل- أو إفشال- تظاهرة كبيرة يمكن أن تساهم في التعريف بالولاية، وتجلب لها الاستثمارات، وتنعش الدورة الاقتصادية المحلية، بما يعود بالنفع على السكان المحليين، ولعل من بين ما يثير القلق بشأن التنظيم، غياب رؤية وخطة واضحتين، والتكتم الذي يطبع التحضيرات، والأحادية في التخطيط، فضلا عن هاجس الأمطار الذي لا يمكن التنبؤ به ولا التحكم في تداعياته.
وبخصوص التمويل، لا يبدو الأمر أكثر وضوحا، أو بالأحرى شفافية، فالبعض يقول إن تمويل المهرجان تديره وزارة الزراعة الوصية على التظاهرة، وآخرون يقولون إن التمويل وُضع تحت تصرف الوالي، دون وجود تأكيدات يوثق بها بشأن حجم التمويل، والجهة التي عُهد إليها بتسييره، في حين يشكو فاعلون محليون في الولاية من تهميشهم في التحضير للمهرجان، ولا يخفون قلقهم من أن يتمخض جبل المهرجان ليلد فأرا، ويتحول المهرجان الدولي للتمور في كيفه من تظاهرة اقتصادية وثقافية وسياحية، إلى فرصة ل”جني” الأرباح من قبل شخصيات محدودة، تحصد مبالغ ضخمة من بنود الضيافة، والتنظيم، وتعود ولاية لعصابه بخفي حنين.
ويطالب كثيرون بلجنة مشتركة تضم ممثلين عن أصحاب واحات النخيل في الولاية، وقادة المجتمع المدني، والفاعلين في مجال السياحة والفندقة، والصحافة المحلية، وتكون هذه اللجنة مشاركة أو مشرفة بشكل مباشر في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالمهرجان، ليستفيد الجميع من ريعه من جهة، وليساهم الجميع كذلك في إنجاحه من جهة أخرى، ويرون أن الوقت لم يفت بعد على ذلك إن توفرت إرادة التشاور والشفافية.
الوسط