اللقاء الموريتاني–الأمريكي: كيف تقدم موريتانيا نفسها شريكًا منخفض التكلفة في منطق ترامب؟

author
0 minutes, 2 seconds Read

أخبار اليوم.    في خضم التحولات الكبرى التي تعصف بالنظام الدولي، وفي ظل التغيرات الجذرية التي طرأت على السياسة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب، يتجه العالم نحو نمط جديد من العلاقات الدولية يقوم على مبدأ الربح المباشر وتقليص التكاليف إلى الحد الأدنى.

وفي هذا السياق، تترقب الأوساط الدبلوماسية لقاءً مرتقبًا بين رئيس الجمهورية الموريتانية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لقاء يحمل طابعًا استراتيجيًا دقيقًا، يمكن تشبيهه بلعبة “اصْرَنْدْ” التقليدية، حيث تُحسب كل خطوة، وتوزن كل حركة بميزان المصالح.

ويجد هذا التوصيف ما يعززه في أبيات الشاعر محمدن بن محمد بابَ بن أحمد يورَ، حين خاطب صديقه قائلاً:

سِيد أحمد مِتوَحشْ ملڭاهْ
أمِتوحَّشْ مزَّاهْ اعليَّ
أمتوحَّشْ لِعبْ اصرَندْ امعاهْ
سِتَّ فِيهْ أواحدْ فِيَّ

هكذا تبدو ملامح هذا اللقاء: صراع هادئ بين المصالح، يتطلب من الطرفين مهارة ودقة، حيث يسعى كل جانب إلى تحقيق أهدافه من دون خسارة خطوة واحدة على رقعة الشطرنج الجيوسياسية.
هدف ترامب:

في منطق ترامب، السياسة الخارجية تُختزل في هدف واحد مباشر:

– الحد من الهجرة غير النظامية بتكاليف أقل، ومن خلال شراكات لا تُكلّف أمريكا كثيرًا.

هذا هو المحور الذي تُبنى عليه كل تحركاته، وهو ما يجب أن تراعيه موريتانيا بدقة في هذا اللقاء.
أهداف موريتانيا:

ينبغي لموريتانيا أن تلج هذا اللقاء مسلّحة بالنقاط التالية، لتحقيق أكبر قدر من المكاسب الاستراتيجية:

  • – الإشادة بجهود ترامب في تعزيز السلام العالمي، خاصة في ما يتعلق بمساعيه للتقريب بين إيران وإسرائيل، وتخفيف التوترات مع روسيا في الملف الأوكراني.
  • – اقتراح مبادرة عربية–أفريقية لدعمه في الترشح لجائزة نوبل للسلام، كاعتراف دولي بمنهجه السياسي غير التقليدي.
  • – الترويج لموريتانيا كوجهة آمنة وواعدة للاستثمارات الأمريكية، خاصة في مجالات الطاقة (الغاز الطبيعي)، والتعدين (الذهب، النحاس، الحديد).
  • – عرض فرص استثمارية نوعية في الزراعة العضوية (Bio)، مع التركيز على منتجات قابلة للتصدير نحو السوق الأمريكية والأوروبية.
  • – التحول من منطق المساعدات إلى شراكات تنموية وقروض ميسرة، تعكس توجه موريتانيا نحو الاعتماد على الذات والانفتاح على الاستثمار المسؤول.
  • – تعزيز دور موريتانيا الأمني في منطقة الساحل، من خلال تعميق التعاون مع واشنطن في مجالات الاستخبارات، مكافحة الإرهاب، وضبط تدفقات الهجرة غير النظامية.

اللقاء المنتظر بين رئيس الجمهورية الموريتانية والرئيس ترامب ليس مجرد زيارة دبلوماسية، بل هو محطة حاسمة في إعادة رسم العلاقات الثنائية وفق منطق سياسي جديد، يتطلب براعة في التفاوض، ووضوحًا في الرؤية، ومرونة في المقاربة.

موريتانيا، بمواردها الطبيعية، واستقرارها السياسي، وموقعها الاستراتيجي، تمتلك فرصة نادرة لتقديم نفسها كـ”شريك منخفض التكلفة وعالي الفعالية”، بما يتماشى مع عقلية ترامب البراغماتية.

في عالم السياسة المتحول، حيث لا مكان للهدر ولا وقت للخطابات العاطفية، من يملك عرضًا مربحًا وواضحًا، هو من يكسب الجولة.

محمد الأمين لحويج

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *