التهميش الوظيفي فى لكصيبة1شرخ اجتماعي يهدد وحدة الخيار السياسي

author
0 minutes, 0 seconds Read

 

أخبار اليوم.  تشهد مقاطعة لكصيبة 1بولابة كوركول حالة من التململ السياسي والاجتماعي بدأت ملامحها تبرز فى الأوساط المحلية ،بسبب ما يعتبره بعض أبناء المنطقة تمييزا غير مبرر فى توزيع المناصب والوظائف السامية بين مكونين رئيسيين يقطنان المقاطعة ،فرغم أن أحد هذين المكونين أقام فى المنطقة منذ أمد ويمتلك جذورا تاريخية راسخة فإن المكون الثاني لا يقل حضورا من حيث الكثافة الديموغرافية،بل يسيطر علي بلديتين من اصل اربع ،وله حضور سياسي اثبت نفسه فى الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة.ففي الانتخابات التشريعية والبلدية الماضية كان لهذا المكون دور محوري فى ترجيح كفة الحزب الحاكم ،اذ ساهم اطره وفاعلوه السياسيون بشكل حاسم فى تعزيز حضور الحزب علي الارض ،بل يمكن القول أنهم انقذوا صورته فى المقاطعة ولولا تصويتهم الكثيف لصالح خياراته لكانت نسبة الاصوات الرئاسية اقرب لما كانت عليه فى الا نتخابات السابقة حين كانت ضعيفةومخيبة للامال .
غير أن هذا الوفاء السياسي لم يقابل بما يستحقه من اعتراف رسمي أو تمثيل مناسب فحتي الساعة لم يحصل هذا المكون علي حقيبة وزارية ولا حتي علي أمانة عامة لاحدي الوزارات ،فى حين نالت المكونة الأخري التي لا تتفوق عدديا مناصب سامية ومواقع تنفيذية بارزة إضافة إلي عمدتين ونائب ومنصب حزبي رفيع .
هذا الخلل فى التوازن ،الذي يبدو أنه قائم علي معايير غير موضوعية يعمق الشعور بالتهميش والاقصاء لدي مكون يشكل رقما صعبا فى المعادلة الانتخابية والسياسية المحلية ،وقد بدأت الاصوات تتعالي من داخل هذا المكون مطالبة بمراجعة شاملة لسياسات التعيين وتوزيع الفرص ،حتي لا يتحول الاحساس ب”المغبونية”الي تذمر سياسي واجتماعي قد يفضي الي فقدان الثقة فى خطاب الحزب الحاكم ،بل ربما الي فتور المشاركة فى الاستحقاقات المقبلة وهو ما ستكون له ارتدادات علي السلم المحلي وعلي مكانة الحزب نفسه فى المنطقة .
لا احد ينكر أن التوازن الاجتماعي والانصاف فى التمثيل هو شرط أساسي لاستقرار اي بنية سياسية ،ولا يمكن بناء دولة دون الاعتراف بجميع مكوناتها ومنحها فرصا متكافئة .
واذا كان المكون محل الحديث قد برهن علي تمسكه بالخيار الجمهوري ،فان الواجب أن يقابل ذلك بخطوات عملية تشعره بأنه شريك حقيقي فى المشروع الوطني ،لا مجرد كتلة انتخابية يتم اللجوء إليها وقت. الحاجة ثم يتم تجاهلها لاحقا .
لقد آن الأوان لأن تعيد الدولة والحزب الحاكم تحديدا-النظر فى الطريقة التي تدار بها التعيينات والتمثيل داخل المقاطعة الحساسة حتي لا تتحول رواسب التاريخ ومكامن التفاوت الي صراعات صامتة تضعف النسيج الوطني.

حمادي سيد محمد آباتي

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *