أخبار اليوم. ونحن نتجول في شوارع ،وسوح، و أزقة مدن جمهورية الشيشان، وكأي زائر وصل توًا لم يرى الشيشان من قبل بدت لنا مدنها وكأنها جوهرة ناعمة لاتترك للناظر فيها أية فرصة للتفكير لحسن جمال مناظرها و أناقة هندامها كأي مدينة نمت بالتدرج ورفضت أن تشيخ رغم السنين والأحداث …
ضمن فريق صحفي من مختلف اصقاع الدنيا كنا في زيارة لجمهورية الشيشان اول مرة .
كنا نسير بين أزقتها وشوارعها الفسيحة ونحن نكتشف حضارة أمة كاملة راكمت التجارب فصنعت تحفة نادرة فكانت معالمها تحدثك عن جمالها و أصالتها وحسن ضيافة زوار الشيشان بكرم حاتمي وبشاشة نادرة…
في الشيشان زرنا جامعة القوات الخاصة أو جامعة افلاديمير بوتن كما تسمى وهي جامعة يتكون فيها النساء ويكون فيها النساء فحسب على القتال والسلاح..وصناعة الآلات الحربية المتطورة والطيران على الباراشوت ، هذه الخصوصية النسائية لم تأتي من فراغ ، فالشيشان حريصة على هويتها الإسلامية و أحد مراكز الثقافة الإسلامية في بلاد الله الواسعة .
وبما أن الشيشان حريصة على المحافظة على تراثها وتاريخها فقد تعرفنا أيضًا على ” المطبخ المحلي الشيشاني” حيث يشكل مزيجا من النكهات العريقة المستمدة من البيئة الجبلية والثقافة المحلية ، وربما ما أثار انتباهي في المطبخ الشيشاني هو ” الجالبش” الذي يعد عجينة محشوة باللحم ، ” إضافة ” إلى المشاوي والحساءات التقليدية التي تشبه المطبخ العربي وخاصة لدينا في موريتانيا .
سياحيا لقد شكلت زيارتنا لشلالات نيخالوفسكي الساحرة محطة مهمة أزالت الهموم وهدأت الأنفس بعد رحلة طويلة لما تبرزه من مظاهر جمالية سياحية نادرة في العالم .
في الشيشان تتدفق المياه عبر الصخور وتحيط بها الغابات الكثيفة وترسم حولك التضاريس الملهمة صورة بديعة لتكتشف أنك في بلد زاخر بالسياحة..والثقافة والتاريخ وكرم الضيافة .
في الشيشان تكتشف لأول مرة تاريخًا كبيرا من الصمود والإرادة رسمته أجيال من شعب الشيشان الصابر والمحافظ على مكانته رغم التحديات التي يواجهها ككل شعوب العالم ورغم ذلك فقد حافظ على مجده وتاريخه وإرثه وخصوصيته ليس كجمهورية ذات بعد إسلامي فحسب بل بقوة شعب قرر ذات لحظة أن يعيش بحرية وشموخ وكبرياء …
بقلم:حنان محمد سيدي