“السنة” / سيدي محمد ولد جعفر

author
0 minutes, 0 seconds Read

أخبار اليوم.   مصطلح غير محدد الدلالة ولد من رحم السياسة العنيفة بعيد هزيمة مسلمي “العقيدة” على يد طلقاء “الغنيمة” ، ألبست السياسة من تدثر به الديباج والحرير وجعلته إماما متبوعا مسموعا، تماما مثل ما جعلت “السنة” مصطلحا براقاً وجذاباً، مغرٍ يسعى الجل للالتحاف به كي “يعمد” فيرفع مكانا عليا بعد أن كان نسيا منسيا.
إنه مصطلح حملته ورسخته ومكنت له بيوتات قريش حديثة العهد بما كانت تعبد ويعبد آباؤها، بيوتات دخلت الدين كارهة بعد أن حاربته عقدين بالسلاح، فوظفت أخطاء أرتكبها أولوا الأمر من جيل “العقيدة” مكنت لهم فسيطروا.
بيوتات قرشية أخرى تأخر أسلافها كثيرا عن الركب لكنها استفادت من الضربات القاضية والحملات القاصية التي وجه الطلقاء لبقية جيل “العقيدة” ولكل ساع لتصدر المشهد وضبط بوصلة المحمدية الغراء المثخنة حتى لا تضيع.
ما لا يعلمه اكثر مغفلي الوعاظ ويخفى عن “العوام” أن بيوتات قريش الحاكمة أدمجت تراث وعادات أسلافها في شرائع دين الرحمة حتى أزالت الكثير منه من المشهد أو بدلته، به أقصت الإسم الإلهي للأمة “المسلمين” الذي أمر كل الرسل من لدن نوح بالتسمية به، بالإسم المحدث “السنة” .. أفرغت الإسلام من جوهره وغاياته السامية من عدل وأمانة وصدق، فصار نقمة وهو الذي وصفه الله بالرحمة، وجردته من فضيلة الإخلاص في التوحيد الذي صار موضوع تنازع ومغالبة للمخالف المتمسك بجوهره الذي يقوم على أن الله لا يحب الظالمين ولا يزكي أعمالهم بل يلعنهم ويتوعدهم بعذاب أليم. فأصبح المتمسك بعدله ووعيده زنديق مهدور الدم حتى لا يتحمل الطغاة أوزار جرائمهم من سفك للدماء البريئة فتجد بعض علماء “السنة” يناقشون فساد صوم من تذوق قدرا بعد أن قطع الحاكم لسانه “من منكم سمع عن هذه العقوبة” لكن لا يتحدثون عن عقوبة الظالم الذي قطع لسان بشر؟
بهذا الإسم المُحدث “السنة” حكمت قريش ستة قرون أو تزيد أدمجت خلالها شرائعها واعطتها قوة “المقدس” هذه القرون الستة تخللتها لحظات سادت فيها بيوتات من أعراق لها ملل هي الأخرى أدخلتها في دين الرحمة مزملة ببجاد القرشية متمسكة بنهجها في التسنن و أسلوبها في الحكم الذي من أهم دعائمه إخضاع المسجد للقصر ونهب الثروة وتسخيرها لشهوات الحاكم وبلاطه المكتظ بالمخنثين.
ستة قرون أخرى من المحمدية المظلومة حكم فيها الأتراك بغلظتهم وشرههم وبطشهم الذي فاق أسلافهم واولياء نعمتهم القرشيون.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *