أخبار اليوم. نظم مكتب الأبحاث (سيستا)، اليوم السبت في نواكشوط، بالشراكة مع منظمة الدراسات الإحصائية الإفريقية، ندوة تحت عنوان: “الهجرة في موريتانيا فرص اقتصادية أم تهديدات متعددة”.
وقدم الدكتور الشيخ سعد بوه كامارا، محاضرة خلال اللقاء قدم خلالها عرضا حول ظاهرة الهجرة بصفة عامة الأسباب والدوافع، ووضعية المهاجرين في البلاد سواء كانوا مقيمين، أو عابرين.
وأشار إلى أن معطيات المنظمة الدولية للهجرة لسنة 2023، تشير إلى أن حوالي 80% من الهجرات الإفريقية تقع داخل القارة وفي بلدان غرب أفريقيا، وخاصة من منطقة الساحل، نتيجة لاعتبارات اقتصادية بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار الحروب الطائفية والعرقية والدينية، إضافة إلى التأثيرات السلبية المترتبة على التغيرات المناخية.
وأوضح أن إفريقيا تعد نقطة عبور للهجرة إلى أوروبا والشرق الأوسط، حيث تمر طرق الهجرة عبر دول شمال وغرب إفريقيا، إضافة إلى اعتماد المهربين طرق جديدة ومتعددة للهجرة، مشيرا إلى أن هذه الأوضاع تحتم ضرورة اليقظة والصرامة في سن القوانين.
وذكر في نفس السياق أن موريتانيا تحتل موقعا استراتيجيا لكونها تقع بين شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مما جعلها بلد عبور ووجهة للعديد من المهاجرين، مشيرا إلى أنها تستضيف حوالي 75 ألف مهاجر، معظمهم من غرب إفريقيا ومنطقة الساحل حسب معطيات المنظمة الدولية للهجرة لسنة 2023.
وأضاف أن التصريحات الرسمية أشارت في أوائل عام 2025 إلى وجود أكثر من 500 ألف مهاجر في البلد أغلبهم في وضع غير نظامي، مشيرا إلى أن عدد المهاجرين زاد خلال عامين إلى أكثر من ستة أضعاف وهو أمر يثير قلقا كبيرا لدى الموريتانيين.
وقال إن معطيات البنك الدولي لسنة 2023 أشارت إلى أن نسبة المهاجرين تمثل حوالي 9% من القوى العاملة في موريتانيا، وهم يعملون بشكل رئيسي في قطاعات الزراعة وصيد الأسماك والقطاعات غير المصنفة.
وأشار إلى أن المهاجرين الموريتانيين في الخارج موجودون أساسا في فرنسا وإسبانيا ودول الخليج، مشيرا إلى أن تحويلاتهم المالية مثلت 8% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022، وفقا للبنك المركزي الموريتاني.
وكان المدير العام لـمكتب الدراسات “سيستا”، السيد عبد الله أحمد فال، قد أشار في كلمة قبل ذلك، إلى أهمية البيانات الإحصائية واستطلاعات الرأي في صنع القرار، مبرزا أهميتها بالنسبة للخبراء والأكاديميين والباحثين وعامة الناس.
جرت وقائع اللقاء بحضور خبراء ومستشارين وصحفيين وممثلين عن هيئات المجتمع المدني وعدد من الطلبة الباحثين