ولعل روسيا الاتحادية التي تخوض حربا هجينة منذ سنوات، ضمن المستفيدين القلائل من التحول الجذري والمفاجئ لمعطيات الساحة الدولية، إذ هيأتها ظروفها الخاصة لأن تقتنص فرصة دبلوماسية وسياسية (وربما اقتصادية…) غير متوقعة. 
سيتضرر العالم العربي وإفريقيا من الرسوم الجمركية المجحفة ومن تباطؤ النشاط التجاري العالمي ومن التوقف المفاجئ للمساعدات التنموية، وستنجح الدول التي تبادر بانتهاج سياسات مالية  واقتصادية صمودية، عبر تعبئة وترشيد مواردها الذاتية وتوجيهها بالشكل الذي مكن دولا مثل سنغافوره من النهوض، في وقت قياسي وعلى أكثر من صعيد،  رغم شح مواردها الطبيعية ؛ ويجمع الكثيرون على أن السر وراء هذه “المعجزة” هو الاستثمار في التعليم عموما، وفي التعليم العلمي والتقني بشكل خاص كأهم رافعة للتنمية المستدامة.
وفي المحصلة، قد يصبح المتضرر الأول من هذه الحرب التجارية  الضروس أول من أشعل فتيلها، أي أكبر رابح على مر ثمانية عقود من اتفاقيات “برتون وودز” المثيرة للجدل جنوبا…