Screenshot

الصديق الصدوق- د. يوسف ولد حرمة ولد ببانا

author
0 minutes, 0 seconds Read

أخبار اليوم.   من بدائع قصص العرب في الصدق ما يروى أن رُبيع بن سهل بن مالك الكِلابي المعروف بابن ميادة مدح جعفر بن سليمان فأمر له بمائة ناقة، فقبل يده وقال والله ما قبلت يد قرشي غيرك إلا واحدًا، فقال أهو المنصور؟ قال لا والله، قال فمن هو‏ قال: الوليد بن يزيد،  فغضب، وقال والله ماقبلتها لله تعالى، فقال ابن ميادة والله ولا يدك ما قبلتها لله تعالى، ولكن قبلتها لنفسي. فقال والله لاضرك الصدقُ عندي.
تذكرت هذه القصة اليوم في سياق  الحديث عن الوزير والدبلوماسي المخضرم، والأديب الأريب، محمد فال ولد بلال، ورأيت من الواجب علي الصدق في الحديث عما أعرفه فيه شخصيا من خلال مخالطتي له على امتداد فترة من الزمن شغل الرجل فيها مناصب دبلوماسية وحكومية حساسة.
ومن الصدق مع النفس الذي أشرت له في البداية الشهادة أن محمد فال (فالي) ولد بلال أدى واجبه تجاه وطنه بضمير يقظ ورؤية متبصّرة، تاركًا بصمات واضحة في كل موقع خدم فيه. لم يكن حضوره بروتوكوليًا فحسب، بل كان دائمًا عنصر إضافة نوعية، وأداةً لتعزيز الأداء، ومثالًا على أن المسؤولية إذا اجتمع فيها العقل الناضج والخلق الرفيع، أفرزت نتائج تبقى شاخصة في الذاكرة الوطنية.

ومن هنا، فإن من الحكمة — بل من الواجب — أن تحسن الحكومة الموريتانية الاستفادة من هذه التجربة الثرية، وأن تجعل من خبرة محمد فال ولد بلال مرجعًا عمليًا في رسم السياسات وتوجيه العمل العام. فالتجارب الكبيرة لا تُترك للصدفة، وأصحابها لا يليق بهم أن يُركنوا إلى الظل، وهم قادرون على إضاءة الطريق للأجيال القادمة.

إن تكريم أمثال محمد فال ولد بلال لا يكون فقط بكلمات الإطراء، بل بتحويل خبرتهم إلى رصيد وطني مُستدام، تُبنى عليه القرارات وتستلهم منه الرؤى، ليبقى الوطن مستفيدًا من عقول أنجبها، وأيدٍ خدمت رايته بصدق وإخلاص.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *