أخبار اليوم. انطلقت النسخة السادسة عشرة من مهرجان “عبور موريتانيا” في نواكشوط، عاصمة البلاد، ليجمع نحو عشرين كاتبًا ومثقفًا من مختلف المناطق الموريتانية.
يُعدّ هذا المهرجان منصة حية لإبراز التراث الشفوي الغني، الذي يمثل جوهر الثقافة الموريتانية ويمثل الذاكرة الجماعية للأجيال، قبل أن تتحول إلى كلمات مكتوبة. ومن خلال هذا الاحتفال، لا يتم توثيق الحكايات والأغاني فحسب، بل يتم إعادة إحياء الروابط بين الماضي والحاضر، بين الأجيال القديمة والشابة.
ويؤكد الكاتب والأكاديمي ممدو كاليدو با أن الأدب الموريتاني ينبع أصلاً من الشفوي، فاللغات الموريتانية كانت منطوقة قبل أن تُكتب، وهذا يمنح الأعمال الأدبية بعدًا متميزًا يجمع بين التقاليد الشفوية والكتابة الحديثة. من جانبه، يشير الكاتب والأنثروبولوجي غاسم أحمدو إلى أن هذه التقاليد ليست مجرد إرث ثقافي، بل أداة لمواجهة التحديات المعاصرة، مثل تجنيد الشباب في التطرف، موضحًا أن العودة للأشكال التقليدية للقص والحكي تعزز صمود المجتمع وهويته الثقافية.
ويرى الباحث والموسيقي أبوبكري نجابافتا سو أن الموسيقى والشِعر الشفوي مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، فالغرّوت والحرفيون مثل النساجين والحدادين يحملون مسؤولية نقل التراث من جيل إلى آخر، عبر الأغاني والحكايات الشفوية. كما يقدّم الكاتب سيدو عبدولاي با تجربة فريدة في كتابه “نَفَس القدر المشترك” ، حيث يوثق تاريخ أجداده وحكايات مجتمعه، ما يجعل المهرجان مساحة لتلاقي الأدب والموسيقى والتراث الشفوي، مؤكدًا على دوره في صون الهوية الثقافية ونقلها للأجيال القادمة.
