أخباراليوم. – وقع رئيسا الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي ورواندا بول كاغامي مساء اليوم الخميس في واشنطن اتفاق سلام برعاية أمريكية، يهدف إلى إحلال السلام بين البلدين، وإنهاء النزاع الدامي بالشرق الكونغولي منذ عقود.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كلمة بالمناسبة، إن الاتفاق يهدف إلى “وقف إراقة الدماء وبدء عهد جديد من الوئام والتعاون بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا”.
وأضاف ترامب أن “إدارات عديدة حاولت (إحلال سلام بين الطرفين)، ولكن ربما لم تبذل جهدا كبيرا”، وأن إدارته نجحت “حيث فشل الكثيرون”، مشيرا إلى أن هذه “الحرب الثامنة” التي أنهاها في أقل من سنة.
وأشار إلى أنه “تم قتل ملايين من الناس بشكل مأساوي، وشُرد عدد لا يحصى من ديارهم، كما دُمرت عائلات. إنها كانت كارثة بكل معنى الكلمة” جراء الحرب بشرق الكونغو.
وأعلن بالمقابل عن توقيع بلاده “اتفاقيات ثنائية مع الكونغو ورواندا، ستتيح فرصا جديدة للولايات المتحدة للوصول إلى المعادن النادرة وتوفير منافع اقتصادية للجميع”. وأكد أن واشنطن سترسل “بعض أكبر وأعظم” شركاتها إلى البلدين، لاستخراج المعادن من الأراضي، و”سيجني الجميع أرباحا طائلة”.
وبدوره قال الرئيس الرواندي بول كاغامي إن ترامب “ساهم في التوصل إلى اتفاق السلام مع الكونغو بعد أن كانت منطقتنا بعيدة عن الأضواء”.
وأضاف كاغامي أنه كانت هناك “محاولات للوساطة على مدى 30 عاما لحل النزاع مع الكونغو دون جدوى، لكن الرئيس ترامب قدم ديناميكية جديدة للسلام”.
ومن جانبه، تحدث الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي عن أن الاتفاق مع رواندا “يحقق السلام والازدهار”، مؤكدا الالتزام بتنفيذ بنوده.
واعتبر تشيسكيدي الاتفاق “نقطة تحول”، وأشاد “ببداية مسار جديد”، محذرا في الوقت ذاته من الصعوبات التي قد تواجه تطبيقه.
ويشمل الاتفاق 3 جوانب رئيسية، أولها “وقف الأعمال العدائية، مع إرساء برنامج لنزع السلاح، وعملية عودة النازحين، وإجراءات العدالة ضد المسؤولين عن الفظائع”.
ويتعلق الجانب الثاني بإطار عمل للتكامل الاقتصادي الإقليمي، ويخص الجانب الثالث إبرام اتفاقيات ثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية، ورواندا، وبينها والكونغو الديمقراطية، بشأن استغلال المعادن الاستراتيجية الضرورية للصناعات عالية التقنية.
ويأتي توقيع الاتفاق اليوم، بعد أزيد من 5 شهور على توقيع وزيري خارجية الكونغو ورواندا اتفاقا مع ترامب يتعلق بإحلال السلام بين كينشاسا وكيغالي.
كما يأتي بعد أقل من 3 أسابيع على توقيع الكونغو الديمقراطية في الدوحة اتفاق سلام مع حركة (أم 23) الناشطة في الشرق الكونغولي.
ويصطدم اتفاق السلام الكونغولي الرواندي بإكراهات ميدانية، فعشية التوقيع اندلعت معارك في مقاطعة (جنوب كيفو) بشرق الكونغو، بين جماعة (أم23) المسلحة والجيش الكونغولي.
وتشهد المنطقة صراعات مستمرة منذ 3 عقود، وتجدد العنف منذ يناير الماضي، مع سيطرة (أم23) على مدينتي (غوما) و(بوكافو).
وتؤكد رواندا أن أمنها القومي مهدد من جماعات مسلحة، خصوصا (القوات الديمقراطية لتحرير رواندا)، المرتبطة بمقاتلين من الهوتو متورطين في الإبادة الجماعية عام 1994، والموجودة بشرق الكونغو، وبالمقابل تؤكد الكونغو أن أمنها مهدد من طرف (أم23) المدعومة من كيغالي.
