أخبار اليوم تفرض المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش نفسها هذا العام بوصفها قلب الدورة الثانية والعشرين التي انطلقت في 29 نوفمبر وتستمر حتى 7 ديسمبر 2025، وذلك من خلال برنامج يضم 13 فيلمًا تلتقي عند تقاطعات الذاكرة والهوية والهجرة وأسئلة السلطة.
وتكشف اختيارات المهرجان عن اهتمام واضح بالأصوات الجديدة التي تعيد تشكيل التجربة الإنسانية عبر أدوات سينمائية جريئة، تتراوح بين الدراما النفسية، والوثائقي الشخصي، والتجريب البصري، بما يعكس تنوعًا لافتًا في الأساليب والرؤى القادمة من أربع قارات.
وتقدّم هذه الأفلام بانوراما واسعة لسرديات تصاغ في ظل التحوّلات الاجتماعية والسياسية في العالم، في دورة تواصل مسيرة المهرجان كمنصة تمنح الأولوية لصانعي أفلام يختبرون حدود اللغة السينمائية، ويراهنون على قصص تنبع من الواقع وتعود إليه بأسئلة مفتوحة.
عائشة لا تستيطع الطيران
افتتح البرنامج بالفلم الروائي “عائشة لا تستطيع الطيران” ،وهو يحكي قصة وهي شابةٌ سودانية تدعى عائشة في السادسة والعشرين من عمرها، تعمل مساعدة طبية تُعنى بكبار السن، وتعيش في أحد أحياء وسط القاهرة.
في خضمّ أجواء من التوتّر المتصاعد بين المهاجرين الأفارقة والعصابات المحلية، تجد نفسها عالقةً في واقعٍ معقّد.
تمضي أيّامها بين علاقةٍ غامضةٍ مع طباخٍ مصريٍّ شاب، وابتزازٍ يهدّد سلامتها، ومحاولاتٍ متكرّرةٍ للتأقلم مع المنزل الجديد الذي وُضِعت فيه.
بين الخوف من الماضي والرغبة في بدء حياةٍ جديدة، تخوض عائشة صراعًا مريرًا لاستعادة توازنها.
شيئًا فشيئًا، يبدأ خيالها في التداخل مع الواقع.
أما مخرج العمل، هو مصري شارك في برنامج “مواهب برليناله” في ديربان، وفي أكاديمية لوكارنو. كتب وأخرج ثلاثة أفلامٍ قصيرةٍ اختيرت جميعها للمشاركة في مهرجان كليرمون-فيرّان لثلاث سنواتٍ متتالية، كما عُرضت في أكثر من 300 مهرجانٍ سينمائيٍّ حول العالم.
أمويبا
وتعرض المخرجة من أصل سنغافوري المقيمة في أمريكا سيو تان فيلم “أميبا”، وهو يسرد قصة فتاةٌ في السادسة عشرة من عمرها تركت مقاعد الدراسة، تعود إلى مدرستها الثانوية الصينية الراقية للبنات لإنهاء سنتها الأخيرة والانضمام إلى دفعة الخريجات.
ويتمرداتها الصغيرة على المعلّمين المستبدّين لفتت انتباه ثلاث فتياتٍ أخريات.
وذات يوم، تخبرهنّ تشو بوجود شبحٍ في غرفتها، فيقرّرن استخدام كاميرا فيديو لمحاولة التقاط دليلٍ على وجوده. سرعان ما أصبحت الفتيات الأربع صديقاتٍ لا يفترقن، إلى أن صادفن روحًا طيبة — العم فون، العجوز الغامض.
تستلهم الفتيات من حكاياته عن العصابات الثلاثية التي كانت تحكم شوارع سنغافورة في زمن الاستعمار، فيقرّرن تكوين عصابةٍ خاصةٍ بهنّ.
أما مخرجة هذا العمل فقد شاركت أفلامها القصيرة «قطع باردة» (2024)، و«تشيز كيك الفراولة» (2021)، و«مرحبًا أهما» (2019) في عددٍ من المهرجانات السينمائية المرموقة، من بينها مهرجان كان، ولوكارنو، وبرلين، وتورنتو. خريجة برنامج التطوير “مواهب طوكيو”، وأكاديمية بوسان السينمائية، ومبادرة المخرجين العالميين، درست الفن والسينما في جامعة ويسليان قبل أن تنال منحةً لدراسة الإخراج في المعهد الأمريكي للفيلم.
الأصوات المحطمة
هذل الفلم تدور أحداثه في جمهورية التشيك مطلع تسعينيات القرن الماضي، إذ تنضم كارولينا، البالغة من العمر ثلاثة عشر عاما، إلى فرقةٍ غنائيةٍ مشهورةٍ عالميًا، حيث تلتحق بأختها الكبرى وبمجموعةٍ من الفتيات الموهوبات اللواتي يجمعهن شغفٌ واحدٌ بالغناء.
سرعان ما يلفت صوت كارولينا انتباه ماشا، قائد الفرقة الغامض والمحبوب. بدا اهتمامه بها في البداية وكأنه نصرٌ صغيرٌ حقّقته، لكنها تبدأ تدريجيًا في إدراك الثمن الباهظ الذي قد تدفعه مقابل هذا الامتياز، يستكشف فيلم «الأصوات المحطّمة» الخطَّ الرفيع بين البراءة واستغلال السلطة.
أما صاحب هذا العمل، فهو أوندري بروفازنيك المولد في العاصمة التشيكية في براغ، حيث درس الصحافة في جامعة تشارلز، وكتابة السيناريو في جامعة فلوريدا مورمون. شارك، إلى جانب المخرج مارتن دوشيك، في إخراج فيلمين وثائقيين هما «مدينة تُسمّى هيرميتاج» (2007) و**«الفحم في الروح»** (2010). في عام 2019.
خلف أشجار النخيل
وتظهر المخرجة المغربية مريم بنمبارك بفيلمها الروائي الأول “خلف أشجار النخيل” وتدور أحداثه في طنجة،حيث تنقلب علاقة مهدي بـسلمى رأسًا على عقب عندما يلتقي بـ ماري، الشابة الفرنسية الثرية التي اشترى والدَاها فيلّا فاخرة في قلب القصبة.
منجذبًا إلى عالمها المترف، ينساق مهدي وراء حياةٍ لا تُشبهه، مهمِلًا سلمى، ومتغاضيا عن حقيقة واحدة لا مفرّ منها: أن خياراته ستظلّ تلاحقه.
ومخرجة الفلم المغربية ولدت في مدينة الرباط. نشأت بين المغرب وفرنسا وبلجيكا. في سنة 2010، التحقت بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات النشر والتوزيع “إنساس” ببروكسل لدراسة الإخراج، حيث أخرجت عدة أفلام قصيرة، من بينها “جنة” الذي شارك في العديد من المهرجانات الدولية، واختير ضمن قائمة الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار سنة 2015. في سنة 2018، نال فيلمها الروائي الطويل الأول “صوفيا” جائزة أفضل سيناريو في فقرة “نظرة ما” بمهرجان كان، كما توج بعدة جوائز دولية.
الضوء الأول
في “الضوء الأول” يتابع الأسترالي–الفلبيني جيمالس ج. روبنسون رحلة راهبة مسنّة تجد نفسها شاهدة على حادثٍ مأساويٍّ أودى بحياة عاملِ بناءٍ شابّ.
يحكي الفلم مأساةٌ تدفعها إلى مواجهة تساؤلاتٍ مؤلمةٍ حول المبادئ الأخلاقية للمؤسسة التي كرّست حياتها لها.
مخرج هذا الفلم يبلغ من العمر تسعًا وعشرين سنة، يعرَف بأعماله في مجالي التصوير الفوتوغرافي والسينما. نُشرت صوره في صحيفتي نيويورك تايمز وفوغ، وشارك في حملاتٍ إعلانية لصالح شركة آبل وميزون فالنتينو. في عام 2021، أصبح من أوائل الفنانين من أصولٍ فلبينيةٍ الذين عُرضت أعمالهم في المعرض الوطني للصور في أستراليا
فوراستيرا
وفي فيلم “فوراستيرا”، تعالج الإسبانية لوسيا أليانار إغلاسيس تجربة الفقد عبر عودة فتاة إلى جزيرة الذكريات، في عمل بصري هادئ يعيد الربط بين الجغرافيا والذاكرة.
مخرجة هذا الفلم هي كاتبة سيناريو ومخرجة من مدريد، تقيم حاليًا في لوس أنجلوس. حصلت على دبلوم في الإخراج من جامعة نيويورك، وعلى شهادة في كتابة السيناريو من جامعة كولومبيا.
“إيش”
يسرد الفلم قصة فتى بريطاني من أصل بنغلاديشي يدعو إسماعيل “إيش” زيا،يبلغ من العمر اثني عشر عامًا، يعيش صيفًا قاسيًا في مدينة لوتون الإنجليزية، تتخلّله الفقد والصداقة والبحث عن الذات.
في خضمّ حزنه العميق على وفاة والدته، يجد “إيش” نفسه مضطرًّا لمواجهة ضغوطٍ خارجيةٍ متزايدة، وإعادة النظر في علاقته المتوتّرة بصديقه المقرّب، ومجابهة واقعٍ صعب كونه فتى ذا بشرةٍ سمراء في مجتمعٍ يرزح تحت تبعات مرحلة ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
أما مخرج هذا العمل فهو عمران بيريتا المولود عام 1988، وهو كاتب سيناريو، ومخرج، وفنّان تشكيلي، وملحّن. يحظى بمكانة مرموقة في عالم الفن المعاصر، حيث عُرضت أعماله التركيبية التي تمزج بين الصوت والصورة في عددٍ من المؤسسات والمعارض حول العالم، كما تُعد جزءًا من العديد من المجموعات الفنية العامة والخاصة. عُرض أحدث أفلامه القصيرة «المدمّرون» في عددٍ من المؤسسات المرموقة في المملكة المتحدة. تُرشّح لجائزة جارمان عام 2019، وفاز بمنحة جائزة تيرنر عام 2020، وبـ جائزة الفنان من مؤسسة بول هاملين عام 2023.
المغسلة
تدور أحداث هذا الفلم في مدينة جوهانسبرغ، عام 1968. حيث يكره كوتالا العمل في مغسلة والده، ولا يشعر برغبةٍ في تولّي إدارة المقاولة العائلية، فيما يواصل نظام الفصل العنصري تضييق الخناق على ملكية السود للأعمال التجارية.
يجد كوتالا نفسه ممزّقًا بين سعيه لتحقيق حلمه في أن يصبح موسيقيًا، وبين مقاومة الظلم الذي يهدّد مصدر رزق أسرته الوحيد، والرابط الذي يبقيها متماسكة.
مخرجة زامو مخوانازي هذا الفلم في ديربان بجنوب إفريقيا، ودرست علم الاجتماع في جامعة كيب تاون، وكتابة الإعلانات في كلية AAA للإعلان. فازت بجائزتَي «لويري» و«لندن للإعلان» منذ عامها الأول في مجال الإعلانات، قبل أن تنتقل إلى العمل في التلفزيون، حيث كتبت لمسلسل «إيسيدينغو»، وساهمت في كتابة أكثر من 200 ساعةٍ من البرامج الجنوب إفريقية. كان أول ظهورٍ لها كمخرجة من خلال فيلم «مكان يُدعى هورن»، تلته أفلامها القصيرة «فيليا»، و«النداء»، و«جالو روخو»، التي عُرضت في مهرجانات تورنتو، وكان، وصندانس
ذاكرة
يتحدث الفلم عن فتاة تدعى فلادلينا في سن السادسة، انتقلت من شبه جزيرة القرم إلى غروزني بعد طلاق والديها، من غير أن تدرك أن الحرب ستسلبها طفولتها قريبًا. مع انهيار الاتحاد السوفياتي، تفككت جمهورية الشيشان، ففرّ أصدقاؤها الناطقون بالروسية، بينما عاد الشيشانيون المهاجرون للمطالبة باسترجاع وطنهم. يتصاعد التوتر، ويندلع صراعٌ مسلّح يحوّل غروزني إلى ساحة حرب. قُتل جيرانها، واستُهدفت عائلتها، وأُصيبت والدتها بجروحٍ بالغة. في أعقاب هجومٍ دموي، اضطرت فلادلينا إلى الهرب، لتصبح نازحةً في روسيا.
في هذا الفيلم الهجين، الذي يجمع بين السيرة الذاتية والواقع، تواجه فلادلينا سؤالًا ملحًّا: كيف يمكن كسر دائرة العنف التي تطبع الطفولة وتُورَّث من جيلٍ إلى آخر؟.
مخرجة هذا وُلدت فلادلينا ساندو في شبه جزيرة القرم بأوكرانيا عام 1982. وهي مخرجة سينمائية ومسرحية تتمحور أعمالها حول صدمات الحرب، والدكتاتورية، والاستعمار. نشأت في غروزني خلال حرب الشيشان، قبل أن تُجبَر على النزوح إلى جنوب روسيا. حصلت على شهادة في الإخراج السينمائي من معهد غيراسيموف للسينما في موسكو، كما درست علم الجمال والنظرية الثقافية. عُرضت أفلامها في العديد من المهرجانات الدولية المرموقة.
بابا والقذافي
في فيلم «بابا والقذافي»، تعيد المخرجة جيهان الكيخا رسم ملامح شخصية والدها، منصور رشيد الكيخيا، المحامي المتخصّص في حقوق الإنسان، والذي شغل منصب وزير الخارجية الليبي وسفير ليبيا لدى الأمم المتحدة. تحتفظ جيهان بذكرياتٍ قليلةٍ عنه، لكنه كان شخصيةً بارزةً في التاريخ الليبي الحديث؛ فقد عمل لسنواتٍ طويلةٍ في ظلّ حكم معمّر القذافي الاستبدادي، قبل أن ينشقّ عن النظام ويصبح من أبرز وجوه المعارضة السلمية، حتى اعتبره كثيرون الخليفةَ المحتملَ للقذافي.
في عام 1993، اختفى الكيخيا في ظروف غامضة من أحد فنادق القاهرة. واصلت والدة جيهان البحث عنه طيلة تسعة عشر عامًا، إلى أن عُثر على جثمانه محفوظًا في مجمّدٍ بالقرب من أحد قصور القذافي. من خلال مقابلاتٍ مع أفراد عائلتها وزملاء والدها، وبالاستعانة بمجموعةٍ من الأرشيفات التاريخية، يتحوّل بحث جيهان عن الحقيقة إلى رحلةٍ شخصيةٍ وعاطفية، تُقرّبها أكثر من والدها الراحل، وتُعيد الوصل بجذورها.
أما مخرجة هذا العمل فقدت في المنفى ونشأت في باريس، بينما كان والدها، المحامي الليبي المتخصّص في حقوق الإنسان، أحد أبرز قادة المعارضة السلمية ضد نظام معمّر القذافي. بعد اختفائه في القاهرة، تقاسمت عائلتها حياتها بين الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، في حين قادت والدتها، الفنّانة السورية، حملةً دوليةً للمطالبة بالعدالة وكشف الحقيقة. تحمل جيهان إجازةً في السياسة الدولية والمقارنة، بتخصّص في حقوق الإنسان والفلسفة والقانون الدولي، إضافةً إلى ماستر في التربية الفنية والسرد.
ظل والدي
«ظل والدي» حكاية شبه سيرةٍ ذاتيةٍ تدور أحداثها خلال يومٍ واحدٍ في العاصمة النيجيرية لاغوس، في خضمّ أزمة الانتخابات عام 1993.
ويحكي الفلم قصة أب يخوض رحلةً مع ولديه الصغيرين عبر المدينة الصاخبة، فيما تُلقي الاضطرابات السياسية بظلالها وتهدّد عودتهم إلى المنزل.
أما صحاب هذا العمل فهو مخرج سينمائي بريطاني ترشّح لجوائز الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون (بافتا)، ونال جائزة مهرجان صندانس السينمائي. هو فنانٌ مقيم في سومرست هاوس، تستكشف أعماله مفاهيم المجتمع والعِرق والروحانية والهوية والنوع الاجتماعي، ويسعى من خلال رواياتٍ متجذّرة في سياقاتٍ دولية إلى بناء جسورٍ بين الأجيال والمجتمعات المختلفة. قدّم فيلمه القصير «السحلية» (2020) في عرضه العالمي الأول ضمن مهرجان صندانس، حيث حاز الجائزة الكبرى للجنة التحكيم، كما نال جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان بلاك ستار السينمائي، وترشّح لنيل جائزة الأكاديمية البريطانية (بافتا) لأفضل فيلمٍ بريطانيٍّ قصير. في عام 2020، تم اختياره ضمن برنامج مواهب برليناله، كما صُنِّف ضمن لائحة “نجوم الغد” على موقع سكرين دايلي.
سماء بلا أرض
هذا الفلم يحكي قصة ماري، وهي قسّيسة إيفوارية وصحفية سابقة تعيش في تونس، تستضيف في منزلها ناني، وهي أم شابة تطمح إلى مستقبلٍ أفضل، وجولي، الطالبة الطموحة التي تحمل على عاتقها آمال أسرتها في الوطن.
حين تنضمّ إليهنّ كنزة، طفلةٌ في الرابعة من عمرها وناجية من حادثِ غرق، يتحوّل ملاذهنّ الصغير إلى عائلةٍ مختلطةٍ دافئةٍ رغم هشاشتها، وسط مناخٍ اجتماعيٍّ يزداد قلقًا واضطرابا.
مخرجة هذا العمل هي أريج السحيري مخرجة ومنتجة تونسية – فرنسية، بدأت مسيرتها السينمائية بفيلمها الوثائقي الأول «عالسَّكة»، الذي نال استحسان النقّاد لتناوله المعاناة اليومية لعمّال السكك الحديدية في تونس. في عام 2022، كتبت وأخرجت وأنتجت أول أفلامها الروائية الطويلة «تحت الشجرة»، وهو فيلمٌ رقيق يرصد واقع شباب إحدى القرى التونسية. عُرض الفيلم ضمن قسم «أسبوعي المخرجين» في مهرجان كان السينمائي، ومثّل تونس في حفل توزيع جوائز الأوسكار. إلى جانب عملها في الإخراج، تُعدّ أريج السحيري من مؤسّسي المنصّة الإعلامية المستقلّة «إنكيفادا»، والمنظّمة التونسية غير الحكومية «الخط»، كما أنها عضوٌ مؤسّس في مجموعة «راويات – أخوات في السينما»، التي تهدف إلى دعم المخرجات من العالم العربي وبلاد المهجر.
دائرة مستقيمة
تدور أحداث هذا الفلم في في قلب صحراء شاسعة بلا معالم، يفقد جنديان من معسكرين متقابلين صلتهما بالواقع، حتى ينسيا إلى أيّ وطنٍ ينتميان.
وبينما يتخبّطان في صراعاتٍ داخليةٍ حول الهوية والولاء وعبثية المهمة التي وجدا نفسيهما فيها، تتحوّل عزلتهما تدريجيًا إلى كابوسٍ غامض، حيث يصبح التمييز بين الصديق والعدوّ أمرًا مستحيلًا.
مخرج هذا العمل هو البريطاني أوسكار هدسون وقد بدأ مسيرته الأكاديمية بدراسة الأنثروبولوجيا الاجتماعية، قبل أن يترك الإثنوغرافيا لينضمّ إلى عالم الفيديوهات الموسيقية منخفضة الميزانية في لندن، حيث طوّر أسلوبًا بصريًا فريدًا يمزج بين السرد المبتكر والفكاهة السوداء اللاذعة. اليوم، يُعدّ من أبرز المخرجين وأكثرهم طلبًا في مجال الأفلام القصيرة على مستوى العالم. نالَت أعماله أكثر من مئة جائزةٍ مرموقة،
بهذه المجموعة الثرية من الأعمال، تبدو المسابقة الرسمية لمراكش هذا العام ساحة مفتوحة لتجارب تصنع أسئلتها الخاصة، وتدفع حدود الحكاية والصورة. دورةٌ تعزّز موقع المهرجان كأحد أبرز فضاءات السينما الشابة، وكمختبر عالمي للرؤى التي تحاول فهم الإنسان في مواجهة عالم متحوّل
