أخبار اليوم. حوادث السير التي تحصد الأرواح وتتسبب في الخسائر المادية الفظيعة أصبحت ظاهرة مرعبة تتكرر من حين لآخر وتجلب مصائب عديدة.
ومن أسباب هذه الظاهرة المتكررة بالدوام تردي شبكة الطرق الموجودة في العديد من أنحاء البلاد،إضافة إلى السرعة المفرطة وغير ذلك..
فإلى متى يستمر الإهمال إلى هذه الدرجة وعدم انتهاج خطط واحتياطات تحد قدر الإمكان من حوادث السير المتكررة في كل حين؟.
إن على السلطات الرسمية معالجة أسباب وخلفيات وتداعيات هذه الحوادث الفظيعة التي باتت تهدد حياة المسافرين وممتلكاتهم وترسم صورة قاتمة عن شبكة الطرق المتهالكة في أماكن منها، وواقع المرور في البلاد.
فمن المعروف أن طريق نواذيبو تشهد تقعرات ويصعب لدى السائقين المرور في جوانب معروفة منها ،والأمر نفسه أو أصعب في الطريق الرابط بين نواكشوط ومدينة اطار،فقد باتت التشققات والتقعرات بادية للعيان في مقاطع عديدة من هذا الطريق الممتد على مايقارب الخمسمائة كلم.
أما طريق الأمل وهو الأطول والأكثر تعرجات والتواءات فقد بات هو الآخر أكثر حوادث في كثير من مقاطعه ،الشيء الذي يتطلب الإسراع في الترميم والتوسيع والإحتياط لكل ما من شأنه تسهيل عملية مرور السيارات على اختلاف أحجامها بأمان وسلام، عسى ذلك يخفف من تراكم حوادث السير المتكررة.
وتبقى السرعة أحد الأسباب المباشرة والمعلنة في كثير من حوادث السير، وكذلك عدم امتلاك رخص سياقة موثوقة من طرف البعض وعدم العناية بالجانب الميكانيكي للعديد من السيارات خصوصا العاملة منها في النقل العمومي، وعدم وضع أو توضيح إشارات المرور على الطرق بالشكل الكافي..كل ذلك يعد من مسببات حوادث المرور والسلطات بمقدورها التصدي لكل هذه الأسباب بواسطة التطبيق الصارم للقانون ومعاقبة المخالفين لروحه ومضمونه..
وحيث تحتاج شبكة الطرق الحضرية للعناية تفاديا لمزيد من حوادث السير، فإن الطرق الرابطة بين المدن وخاصة تلك المشكلة لمسالك نواكشوط الأربعة في اتجاهات نواذيبو،وأطار،وروصو والنعمه.. تحتاج عناية أكبر وإصلاحات وترميمات وتوسيعات أكثر وذلك لسهولة انتهاج السرعة عليها من جهة، ولقدمها زمنيا ونسبيا من جهة أخرى..
فالمليارات التي تنفق سنويا ينبغي أن يحظى منها قطاع الطرق بنصيب أكبر من أجل انسيابية المرور وتفادي حوادث السير.
وعلى جهاز أمن الطرق لعب مزيد من الأدوار في التصدي للخروقات كالسرعة الزائدة للسائقين وتخطي الحدود في الحمولة والتلاعب بشروط وضوابط السياقة..