أخبار اليوم. ليس كل اعلان للمعارضة خروجًا عن الصف ولا كل معارضة طعنًا في الوطن احيانًا تكون المعارضة ارقى درجات الانحياز انحيازًا للقيم وللحق وللمستقبل من هنا من هذا المنعطف الحاسم في تاريخنا اعلن معارضتي لا بدافع الخصومة بل بدافع المسؤولية لا رغبة في الهدم بل دفاعًا عن مشروع وطني اختار طريق الاصلاح رغم وعورته
اعلن معارضتي لكل من لا يتبنى خطاب فخامة رئيس الجمهورية في محاربة الفساد ذلك السرطان الصامت الذي ينخر جسد الدولة من الداخل اعلن معارضتي للرشوة حين تلبس ثوب الضرورة وللقبلية حين تتحول من انتماء اجتماعي الى اداة اقصاء وللعادات السيئة حين تقدس باسم التقاليد وللاتكالية حين تقتل بها روح المبادرة والعمل والجد فالوطن لا يبنى بالولاءات الضيقة بل بالكفاءة ولا يدار بالمجاملات بل بالنزاهة
اعلن معارضتي لكل من لا يؤمن بخطاب فخامة رئيس الجمهورية حول الدور المحوري للشباب ذلك الخطاب الذي يرى في الشباب طاقة لا عبئًا ورصيدًا لا خطرًا ومستقبلًا لا هامشًا اعلن معارضتي لمن يقصي الشباب من دوائر القرار او يحصرهم في الصفوف الخلفية او يختزلهم في شعارات موسمية فتمكين الشباب ليس منة بل ضرورة وطنية ومن لا يؤمن بذلك فهو يعارض المستقبل نفسه
اعلن معارضتي لدعاة الفتنة ولسماسرة العنصرية ولمهندسي التفرقة اولئك الذين يتغذون على الشقاق ويستثمرون في الانقسام اعلن معارضتي لكل خطاب يمزق النسيج الوطني ويستبدل لغة المواطنة بلغة اللون والقبيلة والجهة فالوطن الذي يتشقق من الداخل يسهل كسره من الخارج
اعلن معارضتي لكل من لا يأخذ بعين الاعتبار دعم الفئات الهشة ولا يرى في معاناتها اولوية وطنية اعلن معارضتي لمن يغض الطرف عن الفقر والهشاشة والحرمان وكان العدالة الاجتماعية ترف مؤجل فقرارات فخامة رئيس الجمهورية التي تستهدف دعم هذه الفئات ليست شعارات بل التزام اخلاقي ودستوري ومن يتجاهلها يعارض جوهر الدولة العادلة
نعم اعلن معارضتي
اعلنها عالية وواضحة لكل من يقف ضد قرارات فخامة رئيس الجمهورية التي تصب في مصلحة المواطن وضد مشروع الاصلاح وضد دولة القانون والمؤسسات وفي المقابل اعلن انحيازي الصريح لوطن نظيف عادل موحد يتسع للجميع ولا يقصي احدًا
هذه معارضتي معارضة من يقف في صف الوطن لا على هامشه معارضة تشعل الوعي ولا تطفئ الامل معارضة تقول بوضوح ان من يعارض الاصلاح ويقاوم التغيير ويحن الى زمن الامتيازات فنحن له بالمرصاد بالكلمة الصادقة وبالموقف الثابت وبالوفاء لهذا الوطن
لقد جعل فخامته من محاربة الفساد خيار دولة لا شعار مرحلة ومن تمكين الشباب ركيزة لا ديكورًا سياسيًا ومن دعم الفئات الهشة التزامًا عمليًا لا خطابًا موسميًا وفي زمن الضجيج اختار العمل وفي زمن المساومات اختار الموقف وفي زمن الخوف اختار المواجهة من اجل كرامة المواطن وهيبة الدولة
لذلك فان معارضتي ليست الا الوجه الاخر للوفاء لهذا النهج والاصطفاف خلف قائد امن بان الوطن يبنى بالعدل ويصان بالوحدة ويقاد بالشجاعة ومن يعارض هذا المسار الاصلاحي فانه لا يعارض شخصًا بل يعارض مشروع دولة ويخاصم ارادة شعب ويقف في الجهة الخاطئة من التاريخ
اما نحن فسنظل في صف فخامة رئيس الجمهورية صف البناء لا الهدم صف الاصلاح لا الفوضى صف الوطن حين يمتحن لان القادة يقاسون بالانجاز وهذا الرجل اختار ان يخلد اسمه بالفعل لا بالضجيج