أخباراليوم.    قالت  إذاعة فرنسا الدولية (RFI) في تقرير لها إن مدرسة صغيرة في أحد أحياء نواذيبو باتت تشكّل ملاذا تعليميا لأطفال المهاجرين الذين تقطّعت بهم السبل في المدينة، في ظل تضييق متصاعد على الهجرة نحو جزر الكناري.

وبحسب التقرير، تقع المدرسة في الطابق العلوي لمنزل متواضع، حيث تحوّلت عدة غرف ضيقة إلى قاعات دراسية. وتقول ياما فاما نداي، وهي طفلة سنغالية تبلغ 12 عاماً، بصوت خجول:

“والدي يعمل في السمك..

 وأريد أن أتعلم الفرنسية والعربية.”

يؤكد تقرير RFI أن الأطفال ينحدرون من نحو عشرة بلدان إفريقية، بينهم ماليون وسنغاليون وغينيون، بينما يعمل المدرسون—وهم مهاجرون أيضاً—ضمن منظمة دعم المهاجرين واللاجئين التي أنشأت المدرسة عام 2018.

وتقول بلانش، وهي معلمة كاميرونية:

“الأطفال هنا من ثقافات مختلفة… نعلّمهم الفرنسية والرياضيات بالعربية. هذا يساعدهم على الاندماج في البلد.”

التقرير يضيف أن المدرسة طوّعت أسلوبها التربوي ليتناسب مع أطفال مرّوا بتجارب قاسية خلال رحلات الهجرة، وبعضهم لاجئون من مناطق حرب. ويشرح مدير المدرسة ساهيد مولو:

“هؤلاء الأطفال مرّوا ببلدان وصعوبات كثيرة. لذلك درّبنا المعلمين على اكتشاف الصدمات النفسية ومساعدة الأطفال على تجاوزها.”

لكن خطورة الوضع لا تتوقف عند الصدمات. فبحسب RFI، تشدد موريتانيا حملات التفتيش على المهاجرين بدون أوراق، استجابة لضغوط أوروبية. وتروي أمساتو فيبويووم، رئيسة المنظمة:

“أحياناً يعتقلون الرجال ويُتركون النساء والأطفال وحدهم… نحن في مبنى مستأجر، ويعتمد المركز على مساهمات بسيطة من الأهالي.”

ورغم أن المدرسة كانت تستقبل في بعض السنوات 250 تلميذاً، إلا أن العدد انخفض هذا الموسم إلى أقل من 80، بسبب الضائقة المالية وعدم قدرة العائلات على دفع الاشتراك الشهري (600 أوقية، حوالي 13 يورو).

وتختم إذاعة فرنسا الدولية تقريرها بالإشارة إلى أن أعداد المهاجرين الواصلين إلى جزر الكناري شهدت انخفاضاً كبيراً؛ إذ وصل حوالي 12 ألف شخص بين يناير وأغسطس 2025، أي تراجع بأكثر من 50% مقارنة بالفترة نفسها من 2024، وفقاً لفرونتكس ووزارة الداخلية الإسبانية