أخباراليوم. – أكدت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) أنها “لن تكون طرفا في أي عملية سياسية أو مفاوضات تقوم على أي مقترحات تهدف إلى إضفاء الشرعية على الاحتلال العسكري المغربي غير الشرعي للصحراء الغربية، وحرمان الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف وغير القابل للمساومة أو التقادم في تقرير المصير والسيادة على وطنه”.
وأضافت البوليساريو في بيان صادر عنها عقب تصويت مجلس الأمن الدولي لصالح دعم مخطط الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية، أن “المقاربات أحادية الجانب التي تسعى للتضحية بسيادة القانون والعدالة والسلام من أجل تحقيق مآرب سياسية قصيرة الأجل، لن تؤدي إلا إلى تفاقم النزاع وتعريض السلم والأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها للخط”.
وأوضحت أن تبني مجلس الأمن قرار تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) حتى 31 من أكتوبر 2026 “دليل على التزام المجلس المستمر بإيجاد حل عادل ودائم بما يتماشى مع قراراته ذات الصلة بالصحراء الغربية”.
وأبرزت أن قرار مجلس الأمن “يُذكّر ويُعيد تأكيد جميع قراراته السابقة بشأن الصحراء الغربية، ويُعيد تأكيد التزامه بمساعدة الطرفين على التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين، يتماشى مع مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة ويضمن تقرير مصير شعب الصحراء الغربية”.
وأفادت بأن مجلس الأمن “دعا الطرفين إلى المشاركة في المناقشات دون شروط مسبقة وتَركَ الباب مفتوحا لنقاش كل المقترحات لدعم الحل النهائي المقبول للطرفين”.
وأشارت إلى أن “الإقرار التام من قبل مجلس الأمن بأنه لا يمكن تسوية النزاع من دون الشعب الصحراوي ومن دون ممارسة حقه الثابت في تقرير المصير يشكل ردا واضحا على محاولات دولة الاحتلال المغربي التي راهنت، وبدعم قوي من بعض القوى، على دفع المجلس إلى تبني قرار من شأنه أن يحسم النزاع نهائيا لصالح موقفها التوسعي في غضون بضعة أشهر”.
وقالت إنها “أحاطت علما ببعض العناصر الواردة في القرار التي تهدف إلى محاولة الدفع نحو انحراف خطير وغير مسبوق عن الأسس التي اعتمدها مجلس الأمن في تناوله لقضية الصحراء الغربية طبقا للمبادئ الأساسية المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة. كما أنها تنتهك الوضع الدولي للصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار وتُقوّض أسس عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية وتُحبط جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي”.
واعتبرت الجبهة أنها “هي الممثل الشرعي والوحيد، وصوت الشعب الصحراوي الذي نزل إلى الشوارع هذه الأيام في كل مكان عبر العالم للتظاهر بشكل حاشد ليقول بصوت عال وواضح أنه متمسك بقوة بحقه غير القابل للمساومة في تقرير المصير والاستقلال وبالدفاع عن حقوقه وسيادته بكل الوسائل المشروعة”.
وجددت البوليساريو “استعدادها الدائم للتعاطي البناء مع المسار السلمي الذي ترعاه الأمم المتحدة في الصحراء الغربية”، مضيفة أنها “لا تزال مستعدة للانخراط بإيجابية في عملية السلام والدخول في مفاوضات مباشرة مع الطرف الآخر استنادا إلى روح ومضمون مقترحها الموسع وطبقا لقرار الجمعية العامة رقم 1514 (د-15) وقرارات الأمم المتحدة الأخرى ذات الصلة”.
وكان مجلس الأمن الدولي قد صوت الجمعة لصالح دعم مخطط الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية، معتبرا إياه الحل “الأكثر واقعية” للإقليم المتنازع عليه منذ 5 عقود.
وتم اعتماد هذا القرار بـ11 صوتا مؤيدا، مقابل امتناع 3 دول، ومن دون معارضة، فيما لم تشارك الجزائر في التصويت.
ويتبنى مشروع القرار الأمريكي الذي عُرض لتصويت مجلس الأمن موقفا مؤيدا لمخطط المغرب المقدّم عام 2007، والذي ينص على منح الصحراء الغربية “حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية”.
ويدعو نص مشروع القرار، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوثه الخاص ستافان دي ميستورا إلى “مواصلة المفاوضات “استنادا” إلى المخطط المغربي.
وتعتبر الأمم المتحدة الصحراء الغربية من بين “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي” في ظل غياب تسوية نهائية، كما أنها تشهد نزاعا بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.
