الجزائر تحتضن المؤتمر الإفريقي ال 6 لعلم الغدد الصماء والاستقلاب والسكري

أخبار اليوم.    شهد فندق الأوراسي بالعاصمة الجزائرية، في الفترة الممتدة من الثالث والعشرين إلى الخامس والعشرين من أكتوبر 2025، انطلاق فعاليات المؤتمر الإفريقي السادس(6) لعلم الغدد الصماء والاستقلاب والسكري، الذي نظمته الجمعية الجزائرية لعلم الغدد الصماء والاستقلاب بالتنسيق مع الجمعية الإفريقية لعلم الغدد والتمثيل الغذائي والتغذية، ضمن النسخة الأربعين (40) من مؤتمر الجمعية الجزائرية نفسها. هذا اللقاء العلمي المتميز جمع نخبة من الأطباء والأساتذة والباحثين من مختلف الدول الإفريقية والعالمية، لمناقشة أحدث التطورات في مجالات علاج أمراض الغدد والسكري والاستقلاب، وتبادل الخبرات حول المستجدات العلمية والطبية في هذا التخصص الحيوي.

في كلمتها الترحيبية، أعربت البروفيسور عيشة بوزيد، رئيسة الجمعية الجزائرية لأمراض الغدد الصماء والتمثيل الغذائي(SAEM)، عن سعادتها البالغة باحتضان الجزائر ولأول مرة فعاليات الطبعة السادسة (6) للمؤتمر الإفريقي لأمراض الغدد الصماء والسكري، الذي يجمع بين ثلاث هيئات علمية هي الجمعية الإفريقية لأمراض الغدد الصماء والتمثيل الغذائي(SAEMN)، والجمعية الإفريقية للسكري(ADC )، والجمعية الجزائرية لأمراض الغدد الصماء والتمثيل الغذائي (SAEM)، بمشاركة نخبة من الأخصائيين والخبراء من إفريقيا وأوروبا والجزائر. وأوضحت البروفيسور بوزيد أن هذا الحدث العلمي البارز يشكل فضاءً لتبادل الخبرات والمعارف حول أحدث المستجدات في تشخيص وعلاج أمراض الغدد الصماء والسكري، مشيراً إلى أن البرنامج العلمي لهذه الطبعة يتميز بتنوعه وغناه وارتكازه على موضوع محوري يتمثل في التكفل بأمراض الغدد الصماء والسكري خلال مراحل الحمل والطفولة والشيخوخة، مع إبراز الدور المتنامي للتكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في تطوير الممارسات الطبية وتحسين رعاية المرضى. وأضافت أن المؤتمر يهدف إلى تحديث المعارف العلمية المتعلقة بهذه الاضطرابات لدى الفئات الحساسة من السكان، بدءاً من المرأة الحامل والمولود الجديد والطفل والمراهق وصولاً إلى فئة المسنين التي تستدعي اهتماماً خاصاً نظراً لهشاشتها. ويتناول المؤتمر مختلف أبعاد التخصص من خلال محاضرات علمية وجلسات مفتوحة وورشات تطبيقية وعروض ملصقة، تشمل أمراض الغدة الدرقية والكظرية والنخامية واضطرابات التمثيل الفوسفوكالسيومي والغلوكيدي والدهني إضافة إلى مواضيع تخص التكاثر والأورام والتغذية. كما أكدت المتحدثة على أهمية إعداد توصيات إفريقية موحدة حول التكفل بمرضى السكري من النوع الثاني وقصور الغدة الدرقية، وهما من أبرز الأمراض المزمنة التي تشكل تحدياً حقيقياً للصحة العمومية لما تسببه من مضاعفات خطيرة على الفئات الهشة. وأشار بوزيد إلى أن احتضان الجزائر لهذا الحدث العلمي المرموق في فندق الأوراسي بالعاصمة، الذي يتميز بإطلالته البانورامية الخلابة على البحر الأبيض المتوسط، يعكس المكانة المتنامية للبلاد في مجال البحث الطبي والتعاون العلمي الإقليمي والدولي، كما يجسد روح الانفتاح والتكامل التي تطبع العمل الطبي الإفريقي المشترك.

ركزت الجلسات العلمية في يومها الأول على قضايا هامة تتعلق بتشخيص وعلاج داء السكري من النمط الأول، حيث تناول المتدخلون أهمية الكشف المبكر عند الأطفال، والتحديات العلاجية المرتبطة به، مع التطرق إلى دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتصلة في تطوير أساليب المتابعة والعلاج، كما تم عرض مداخلات حول فرط كوليسترول الدم الوراثي وطرق التكفل الحديثة به. وتواصلت الفعاليات بجلسة حول السمنة، تم خلالها تحليل الوضع الوبائي في الجزائر وإفريقيا، مع التركيز على العوامل الغذائية المؤدية إلى تفشي هذه “الجائحة الصامتة”، إلى جانب استعراض أحدث العلاجات الدوائية والمقاربات الجديدة الخاصة بحالات السمنة الوراثية النادرة.

أما الجلسة المخصصة لأمراض الغدة الدرقية فقد تطرقت إلى علاج داء غريفز لدى الأطفال وإدارة حالات فرط نشاط الغدة، مع تسليط الضوء على إسهامات الذكاء الاصطناعي في تشخيص عقيدات الغدة، والنتائج الحديثة في مجال سرطان الغدة الدرقية لدى الأطفال، قبل أن تختتم الجلسة بنقاش مفتوح تلاه حفل استقبال على شرف المشاركين. كما عرف اليوم الأول جلسات متزامنة تناولت أمراض الغدة الكظرية لدى الأطفال، ومتلازمة كوشينغ، وفرط الألدوستيرونية الأولي، إضافة إلى تقديم التوصيات الجديدة الخاصة بداء السكري من النمط الثاني، من خلال نقاش جمع الجمعيات العلمية الجزائرية والتونسية والإفريقية لتوحيد الرؤى حول سبل تحسين التكفل العلاجي بهذا الداء المتنامي.

واختتمت فعاليات اليوم بعرض دراسات متعددة المراكز حول سرطان الغدة الدرقية النخاعي ونقص هرمون النمو، في أجواء علمية اتسمت بالتفاعل والنقاش المثمر بين المشاركين. وقد جسد هذا المؤتمر، الذي احتضنه فندق الأوراسي، فضاءً علمياً راقياً لتبادل الخبرات وتطوير البحث الطبي في إفريقيا، مؤكداً مرة أخرى مكانة الجزائر كقطب أكاديمي وصحي في القارة، ومعبراً عن التزامها الدائم بمرافقة التطورات العلمية في مجالات الغدد الصماء والسكري والتغذية.

الغدد الصماء والاستقلاب والسكري: نقاشات علمية معمّقة حول السرطان والسكري وأمراض الغدد

شهد اليوم الثاني من أشغال المؤتمر الإفريقي السادس لعلم الغدد الصماء والاستقلاب والسكري، المنعقد بفندق الأوراسي بالجزائر العاصمة، زخماً علمياً متميزاً من خلال سلسلة من الجلسات المتخصصة التي تناولت أحدث الأبحاث في مجال أمراض الغدة الدرقية، السكري، وأمراض الغدد المختلفة. افتتحت الجلسات بمناقشة التطورات الحديثة في علاج سرطانات الغدة الدرقية والتوصيات الجديدة الصادرة عن الجمعية الأمريكية للغدة الدرقية، ثم تواصلت الأعمال بعرض دراسات حول العلاقة بين أمراض القلب والسكري، مع التركيز على سبل الكشف المبكر عن قصور القلب ودور الأدوية الحديثة في تقليل المخاطر القلبية لدى المصابين. كما ناقش المشاركون تأثير السكري على الجهاز العصبي والعضلي والعظمي، إلى جانب جلسات تناولت أمراض الغدة النخامية والتحديات العلاجية الخاصة بكبار السن. وفي الفترة المسائية، تم تقديم بحوث متنوعة حول الميكروبيوم والتأثيرات البيئية على الغدد، إضافة إلى مناقشة أمراض الكلى المرتبطة بالسكري والتطورات العلاجية الحديثة. كما تطرقت إحدى الجلسات إلى أمراض الغدة الجار درقية وسبل التشخيص الحديثة، قبل أن تُختتم الفعاليات بعرض مجموعة من المداخلات حول الذكاء الاصطناعي في التقييم الغذائي والسكري الحملي. وقد عكست فعاليات هذا اليوم عمق النقاش العلمي وتبادل الخبرات بين الأطباء والباحثين، بما يعزز من دور الجزائر كمنبر علمي إفريقي رائد في مجالات الغدد والسكري

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *