أخبار اليوم. قالت دراسة جديدة أجراها مركز أفرقيا للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من العاصمة الأميركية واشطن مقرا له، إن الهجوم المسلح الذي شنته الجماعات المسلحة الناشطة في غرب إفريقيا على مواثع للجيش المالي، يعمق الأزمة ويقوض الاستقرار الإقليمي.
وأضاف المركز في دراسة جديدة، أن الهجوم الكاسح الذي شنّته جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) التابعة لتنظيم القاعدة في غرب مالي أعاد تشكيل الصراع في الساحل بسرعة، ومن شأنه أن يوسع النطاق الجغرافي والتأثير الاقتصادي للعنف الإسلامي المُتطرّف في المنطقة.
وأشار المركز إلى أن جبهة تحرير ماسينا (FLM)، وهي فصيلٌ رئيسيٌّ في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، استهدفت سلسلةٌ من الهجمات المُنسّقة في 1 يوليو الماضي مراكزَ تجاريةً رئيسيةً بالقرب من حدود السنغال وموريتانيا – بما في ذلك كايس ونيورو الساحل .
وذكرت أن هذه المدن تتمتع بقيمةٍ استراتيجيةٍ ورمزيةٍ: فكايس تعد مدينة حيويةٌ للتجارة وإنتاج الذهب، بينما نيورو تعتبرمركزا دينيا رئيسيا.
وقالت الدراسة التي أعدها المركز ، إن استراتيجية جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تهدف إلى عزل العاصمة باماكو اقتصاديًا عن طريق قطع طرق الوقود والتجارة.
ولم يقتصر الهجوم الذي شنته جبهة تحرير على هذه المدن الحيوية بل طال أيضا وفق الدراسة إلى فرض حصار، وحظر استيراد الوقود، وتهديد شركات النقل ، وتدمير أزيد من 40 ناقلة وقود، والهجوم على مواقع أجنبية للتعدين، ماتسبب في نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار.
وأشار التقرير إلى أن هذا التصعيد تزامن مع تزايد القمع السياسي من قبل المجلس العسكري في مالي، والخطوات التي اتخذها من أجل الاستمرار في السلطة من حل للأحزاب السياسية، ورفض الشراكات الأمنية الإقليمية والدولية بما في ذلك الانسحاب من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ،وإنهاء بعثات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي،
وأدت هذه الخطوات مجتمعة وفق التقرير إلى إضعاف موقفه أكثر، إذ تتسع سيطرة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الآن على مساحات كبيرة من البلاد خلال الصراع المستمر منذ 13 عامًا.
ولم يخفي التقرير أن تجرّ استراتيجية التطويق التي تنتهجها جيران مالي – بما في ذلك السنغال وموريتانيا وكوت ديفوار – إلى أزمة إقليمية أوسع نطاقًا، حيث يفر عشرات الآلاف خوفا من أن يطالهم العنف الدائر هناك.