أخبار اليوم. داخل أسوار المدينة القديمة؛ وبين الأزقة الضيقة يجلس شاب بذقن خفيف وسط عشرات اللوحات الفنية، يحرك ريشته بدقة عالية، ويبدو مزهوا بكل هذه الرسومات ويداه مخضبتان بألوان مختلفة، هاله أن سمع صحفيا يكرر جملة تشتمل على اسم «محمد بن عيسى».. وضع الشاب الريشة واقترب منه بهدوء قائلا: «أتدري أن ما تحاول أن تقوله قد رسمته أنا في لوحة خاصة..».
بدأ الشاب حمزة الوردي تلقائيا في الحديث عن بن عيسى؛ ابتسامته تغالب غصة فيض العبارات التي يعج بها صدره: «إنه ملهمي، لقد استطاع أن يبدأ نحو حلم بعيد في ظروف صعبة، لكنه رحل وقد ترك هذا الإرث العظيم الذي تراه في كل زاوية وركن من هذه المدينة الصغيرة».
يضيف الوردي في تصريح ل«صحراء ميديا» أنه ارتبط منذ الصغر بمحمد بن عيسى، وكان جارا له، يصف العلاقة قائلا: «لقد كان صاحب خُلق رفيع، يسير بهدوء ويبادر بالتحية والسلام على الكبير والصغير وتراه في الشوارع ينظفها بنفسه.. هذه النظافة التي ترى هو من حققها؛ لا شك سيبقى حاضرا في كل الأذهان، رحمه الله».