المرحلة الأخيرة إلى غزة.
أثناء التوقف الطويل في عرض البحر في انتظار السفن المتأخرة، على مقربة من اليونان قام طاقم قيادة السفينة بمراجعات ميكانيكية وكهربائية، وقمنا جميعا بالعديد من الأعمال، كتنظيف واجهة السفينة، وغسل الأرضية والأواني وتنظيمها من جديد، ثم الاستحمام بماء البحر وغسل أثوابنا.
ثم وصلت إلينا سفينة “ألما” لتزويدنا بالوقود ودعمنا ببعض الاحتياجات المتعلقة بالغذاء وبعض الأواني الناقصة، علما بأن سفينة ألما هي سفينة اسبانية كبيرة يتمثل دورها بشحن الوقود من الموانئ الأوربية حيث يسمح لها بالدخول، كأي سفينة أوربية أخرى، ثم تسعى بين السفن لتزويدها بالوقود.
كان على سفينة ألما حفيد مانديلا الذي أطلّ علينا من سطح سفينته للتحية، وسعد كثيرا بوجود جزائريين وركاب من جنوب أفريقيا على سفينتنا.
كما طاف بين السفن سفينة أخرى للاستعجالات الطبية.
سأل المنظمون كبار السن والمرضى إذا كانوا يريدون المغادرة، وأخبروا الجميع بأن هذه المحطة هي الأخيرة ولا يمكن لأحد أن ينزل بعدها، ولا يمكن توفير الخدمات الصحية من السفينة المتخصصة وأن عند أي طارئ مرضي على صاحبه أن يصبر.
طُلب من اثنين من ركاب سفينتنا المغادرة بسبب السن والتعب والمرض ولكنهما رفضا، ولو كانت فرصة في المستقبل سأكتب كثيرا عن معادن الخير والشهامة في الناس، ممن كنا نعرفهم وممن لم نكن نعرفهم.
بعد كل هذه الأشغال والاهتمامات انطلقنا إلى غزة متسلحين بتجديد النية ودعاء السفر وعزائم الخير. ولن يكون ثمة توقف حتى نقابل ما قضاه الله تعالى سبحانه القوي العزيز الرحيم.
