أخبار اليوم. لا أعرف السبب القطعي لإقالة الوزير السابق محمد فال ولد بلّال من رئاسة مجلس إدارة شركة الأشغال، و إنما أعرف أنه لا يتشرف بمنصب و إنما هو من يشرّفه، خصوصاً أنه لا أهمية في بلدي لرؤساء مجالس الإدارات، و إنما هي مناصب مع وقف التنفيذ يتفضلون بها على من يريدون مساعدته في ما “يغلى به المرجل”.. و لكنني أريد أن أسجل إعجابي بشخصية الوزير الفاضل، المثقف، المستنير، الأنيق في تفكيره وتعبيره، وفي هندامه وحسن سمته، الأديب اللبيب، الذي يتكلم فيفيد، ويكتب فيجيد، والذي اقتحم عوالم التواصل الاجتماعي ليعلّم رواده الشباب كيف يفكرون برؤية وروية..فبرهن بذلك على أنه سابقٌ جيلَه، ومتقدمٌ رعيلَه..
و إذا كان ما يُشاع صحيحاً من أن سبب الإقالة معاقبة الرجل على تعبيره عن رأيه في بعض نوازل الشأن العام، فهي زلة “رسمية” يضرب لها الطبل.. فكيف سنستفيد من عقول و تجارب أمثال ولد بلّال إن مارسنا في حقهم حجراً أو وصاية فكرية.؟!
كيف يمكن الاستفادة مثلا من نعوم تشومسكي و جوديث بتلر و مارتن وولف و يورغن هابرماس إن قيدنا حريتهم في التعبير، وفرضنا رقابة على عقولهم؟!
نحن لا نعدّ أمثال ولد بلال لسباقات المارتون، و لا لحلبات الملاكمة، ولا لجولات المصارعة، و إنما نضمّرهم لرهان الفكر و التنظير، وهو دور لا يمكنهم أن يضلعوا به أو أن يفيدوا فيه إن عاقبناهم على ممارسته..
من صفحة الكاتب الصحفي حنفي ولد دهاه .