الوزير… والإصلاح الذي أزعج الفاسدين

author
0 minutes, 0 seconds Read

أخبار اليوم.     حين اختار الدكتور الوزير سيدي يحيى ولد شيخنا ولد لمرابط طريق الإصلاح، كان يعلم أنه لا يسير في نزهة، فمواجهة الفساد لا تتم في صمت، ولا تمر دون مقاومة، منذ أن أمسك زمام وزارة الشؤون الإسلامية، فتح أبوابًا أُغلقت طويلًا، ونفض الغبار عن ملفات طواها التسيب، وأطلق مسارا تصحيحيا طال انتظاره.

لم تكن وعودا على ورق، بل قرارات جريئة. ضبط، مراجعة، تطهير… وموسم الحج لهذا العام كان الشاهد الأقوى. التنظيم الاستثنائي لهذا الموسم، بشهادة الحجاج والمراقبين و كل المنصفين، لم يكن محض صدفة، بل نتيجة عمل دؤوب، ورؤية واضحة، وإرادة لا تساوم.

لكن… عندما تبدأ جذور الفساد بالاهتزاز، يعلو صراخ أصحاب المصالح. وها هم المرجفون، يخرجون من الظل، لا للدفاع عن خطأ، بل لحماية امتيازات هُددت، ومصالح تهاوت. فاستغلوا هفوة وقعت خارج علم الوزير، وركبوا موجة التهويل، محاولين تحويل الخطأ إلى سلاح، والإصلاح إلى تهمة.

لكن الوعي الشعبي اليوم أذكى من أن يُخدع، الناس ترى وتفهم وتُميز. تدرك أن الوزير لم يأتِ ليكون جزءا من المشكلة، بل ليحمل عبء الحل، وهو لا يملك عصا سحرية، لكنه يملك شيئا أندر: النية الصادقة، والجرأة في الفعل، والاستقامة في الهدف.

قد يُخطئ من يعمل، وقد يُلام من يتحمل المسؤولية، لكن المؤلم حقا أن يُحاصر الإصلاح، وتُصوَّب السهام نحو من يحاول أن يُعيد التوازن لوزارة أنهكها العبث.

لن يكون من العدل، ولا من الإنصاف، أن يُترك الوزير في خط المواجهة وحيدا، بينما يتربص به من تضرروا من انضباطه، ويكافئهم الصمت.

المرحلة اليوم تتطلب أكثر من الإنصاف… تتطلب دعما حقيقيا لمسار إصلاحي هو في جوهره رهان الدولة على الكفاءة والنزاهة.
بقلم : مولاي الزين سيدي

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *