وكالة إفريقية: استبدال “فيلق إفريقيا” بـ”فاغنر” يعزز وجود روسيا بغرب إفريقيا

author
0 minutes, 6 seconds Read

أخباراليوم.   في الوقت الذي أعلنت فيه المجموعة (الروسية) شبه العسكرية “فاغنر” انتهاء مهامها في مالي، تبدأ روسيا مرحلة جديدة من وجودها العسكري في إفريقيا. لقد أصبح الدور الآن موكلا إلى “فيلق إفريقيا”، وهو وحدة تعمل تحت القيادة المباشرة لوزارة الدفاع الروسية.

 

إن دخول هذه القوة حيز التنفيذ يمثل مرحلة جديدة في التعاون الأمني الروسي المالي، من خلال بنية أكثر مؤسسية.

 

لقد أضحى الوجود العسكري الروسي في مالي الآن بعد إعلان انسحاب مجموعة “فاغنر” مؤمنا من قبل “فيلق إفريقيا”، وهو وحدة تم إنشاؤها لخلافة “فاغنر” في عملياتها بالقارة، ويتم تنسيقها بشكل خاص من قبل نائب وزير الدفاع الجنرال يونس بك إيفكوروف، الذي يعد شخصية رئيسية في الجهاز العسكري الروسي بإفريقيا.

 

يستند نشر قوات “فيلق إفريقيا” في مالي ودول إفريقية أخرى، إلى عملية تجنيد تنظمها وزارة الدفاع الروسية، ووفقا للمعلومات التي شاركتها القناة الرسمية لهذه القوات، فإنه يمكن للجنود المحترفين فقط التقدم بطلب، مع إعطاء أولوية للضباط والمختصين الفنيين.

 

وتهم الملفات المطلوبة مجموعة واسعة من الوظائف: المشاة، المدفعية، المدرعات، مشغلو الطائرات المسيرة، الحرب الإلكترونية، الدفاع الجوي، الطب العسكري، وحتى الترجمة إلى اللغات المحلية والفرنسية والعربية.

 

 

 

ويوقع جميع المترشحين عقدا عسكريا بكامل إرادتهم، ولا يتم اقتراح عليهم أي وظيفة مدنية. ويعكس هذا الاكتتاب إرادة السلطات الروسية بشأن تشكيل فيلق عملياتي محترف ومستقل، قادر على أخذ زمام الأمور من “فاغنر” على الأرض، لذا لا يبدو أن استبدال “فاغنر” بـ”فيلق إفريقيا” هو انسحاب، وإنما تعزيز للوجود الروسي بغرب إفريقيا في صيغة حكومية ومؤسسية.

لقد بدأ “فيلق إفريقيا” رسميا عملياته القتالية، كما تؤكد ذلك ضربة جوية نفذت مؤخرا ضد مركز لتنظيم القاعدة.

وبحسب “المبادرة الإفريقية African Initiative (وهي وكالة أنباء روسية مهتمة بالأحداث في القارة الإفريقية)”، فقد قضت مروحيات قتالية من وحدة “فيلق إفريقيا” على عدد من المقاتلين في عملية لم يحدد مكانها.

ويظهر مقطع فيديو نشر على قناة “تليغرام” الخاصة بـ”فيلق إفريقيا” مناورات جوية، وتدميرا لأهداف على الأرض، ما يوضح تصاعد قوة هذه الذراع العسكرية الروسية الجديدة في القارة.

 

وتوجد هذه القوات في العديد من البلدان الإفريقية الأخرى، بما في ذلك ليبيا، وبوركينا فاسو، والنيجر، وغينيا الاستوائية.

 

 

زيارة استراتيجية إلى مالي

 

في الـ4 من مارس 2025 أدى الجنرال إيفكوروف زيارة عمل ذات رمزية كبيرة إلى باماكو، رفقة السفير الروسي بمالي إيغور غروميكو، وقد استقبلا من طرف وزير الدفاع المالي الجنرال ساديو كامار، ورئيس المرحلة الانتقالية الجنرال عاصيمي غويتا.

 

وجدد نائب الوزير الروسي التأكيد على التزام روسيا بدعم القوات المسلحة المالية على نحو مستدام في مواجهة التهديدات الأمنية المستمرة.

 

ودارت النقاشات حول النتائج الإيجابية للتعاون العسكري الروسي المالي، والتي تميزت بتوريد معدات عسكرية، وتدريبات الفنية تمت من قبل “فيلق إفريقيا”.

 

 

الاستمرار في ظل هيكل جديد

 

رغم أن مجموعة “فاغنر” تدعي نجاحات كبيرة في العمليات، لا سيما استرجاع كيدال أو غاو بالتعاون مع القوات المسلحة المالية، فإن الخطوة التي اتخذها “فيلق إفريقيا” تهدف إلى تنظيم الحضور الروسي بشكل أكبر في إطار رسمي ومستدام تحت إشراف وزارة الدفاع.

 

ويلعب نائب الوزير إيفكوروف دورا مركزيا في هذه الهيكلة الأمنية، كما يشرف أيضا على مهام مماثلة في جمهورية إفريقيا الوسطى وغينيا الاستوائية.

 

وتتماشى هذه الديناميكية مع نهج دبلوماسي وعسكري موسع، يهدف إلى تقديم شراكة استراتيجية بديلة للقوى الاستعمارية السابقة في مجال الأمن.

 

وقد احتفى الماليون والروس بالنتائج التي تم تحقيقها حتى الآن، وأعربوا عن رغبتهم في تعميق هذا التعاون، الذي قد يتوسع إلى ما هو أبعد من القطاع العسكري، خاصة نحو التنمية الاقتصادية، والبنية التحتية، والتبادلات الثقافية.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *