أخباراليوم.    عد قطاع الثروة الحيوانية من أبرز ركائز الاقتصاد الوطني، حيث يمثل مصدر الدخل الرئيسي لشرائح واسعة من سكان الأرياف، ويساهم بفعالية في توفير الغذاء والمواد الأولية للصناعات المحلية.

ونظرًا لأهمية هذا القطاع، تنظم السلطات العمومية حملات سنوية لتحصين المواشي في جميع ولايات الوطن. وقد انطلقت هذه السنة حملة التحصين في ولاية اترارزة مطلع نوفمبر الماضي، وسط ظروف تنظيمية جيدة، مما مكنها من تحقيق نتائج قياسية فاقت التوقعات.

وفي تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء، أوضح المندوب الجهوي للتنمية الحيوانية بولاية اترارزة، محمد المختار ولد محمد، أن الحملة استهدفت تحصين: 146,324 رأسًا من الأبقار ضد مرض ذات الجنب الساري المعدي (المعروف محليًا بـ”قرجة”) و540,367 رأسًا من الأغنام والماعز ضد طاعون المجترات الصغيرة (المعروف محليًا بـ”الحرش” أو “بودميعت الغنم”).

وبفضل الإمكانيات التي وفرتها الدولة، تمكنت الحملة من تحصين أكثر من 234,000 رأس من الأبقار (أي 160% من الهدف المحدد)، و534,000 رأس من الأغنام والماعز (بنسبة 98.9%).

وأكد المندوب الجهوي أن هذه النتائج تأتي في إطار تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية، الساعية إلى تعزيز مساهمة الثروة الحيوانية في الاقتصاد الوطني، عبر برنامج حكومي تنفذه حكومة معالي الوزير الأول، السيد المختار ولد أجاي.

وأضاف أن الحملة اعتمدت استراتيجية فعالة تقوم على اللامركزية، والتنسيق بين الجهات الفنية، والعمل الميداني المباشر، وهو ما ساهم في الاستجابة السريعة لمخاطر الأوبئة الموسمية.

وبيّن محمد المختار أن القطاع يشهد ديناميكية متسارعة، حيث تمكن من إقامة بنية تحتية داعمة وإصلاحات هيكلية تمثلت في إنشاء نقاط صحية بيطرية في المناطق الرعوية وبناء حظائر حديثة للتحصين والتلقيح، كما يعمل على تأسيس مزارع لتحسين السلالات المحلية وتشجيع زراعة الأعلاف الخضراء ورفع قدرات المربين.

نحو الأمن الغذائي والتنمية المحلية

واعتبر المندوب أن هذا الإنجاز يعزز مكانة الولاية كمركز رئيسي في مجال الإنتاج الحيواني ويساهم بفعالية في تحقيق الأمن الغذائي الوطني، وتوفير فرص العمل، وتنشيط الاقتصاد المحلي، خصوصًا في المناطق الريفية.

وفي ختام تصريحه، أكد أن هذه الحملة تشكل لبنة أساسية لبناء نظام صحي بيطري مستدام، قادر على مواجهة التحديات الصحية والمناخية، بما ينسجم مع الرؤية الوطنية للتنمية المستدامة