ويهدف هذ الكرسي إلى أن يكون مركزا علميا متعدد التخصصات وفضاء لتكوين نوعي وأداة لتجديد المناهج ومهارات الطلاب.
وسيعمل هذا الكرسي كذلك على إنشاء مسلك جامعي جديد يمكن الطلبة من مهارات تجمع بين الثقافة والتكنولوجيا، في عدة مجالات كتحليل البيانات النصية وإنتاج المحتوى الرقمي والنشر الإلكتروني للتراث وتوظيف التكنولوجيا في التعليم.
وأكد رئيس جامعة نواكشوط، السيد علي محمد سالم البخاري، في كلمة بالمناسبة، أن انطلاق هذا الكرسي يشكل محطة هامة في مسيرة الجامعة ويجسد التزامها بمستقبل أفضل للتعليم العالي، وتوجها نحو التحول الأكاديمي والتربوي، مثمنا دعم منظمة اليونسكو المستمر وتجديدها للثقة كتعبير منها عن الاعتراف الدولي الذي تحظى به مسيرة جامعة نواكشوط.
ونوه بدور الأساتذة والإداريين الذين ساهموا في إنجاح هذا المشروع خصوصا الطاقم الأكاديمي لكلية الآداب والعلوم الإنسانية.
وقال إن هذا الكرسي يأتي في صلب استراتيجية الجامعة، التي تقوم على عدة مبادئ منها التميز الأكاديمي، القائم على البحث العلمي الجاد والتعليم الجيد، والالتزام الأخلاقي؛ والابتكار التربوي، باعتباره رافعة لتحقيق ديمقراطية مستدامة في نشر المعرفة والانفتاح على العالم، من خلال الشراكات الدولية، والتنقل الأكاديمي، والوعي بالقضايا العالمية.
وأوضح أن التحول الرقمي بات واقعا مما جعل العلوم الإنسانية مطالبة بأن تلعب دورا فاعلا في فهمه وتوجيهه، مشيرا إلى أن العلوم الإنسانية الرقمية ليست مجرد تزاوج بين التقنية والعلوم الإنسانية، بل مجال معرفي جديد يعيد النظر في طرق البحث، والكتابة، ونشر المعرفة.
وأكد أن جامعة نواكشوط تطمح لتكوين جيل جديد من الباحثين والأساتذة قادر على التجاوب مع تحديات العصر، والمساهمة في إشعاع الجامعة وطنيا وإفريقيا.
وبدورها أشادت المديرة المساعدة لليونسكو، السيدة استيفانيا جيانيني، بمستوى الشراكة والتعاون بين موريتانيا و اليونسكو خاصة في مجالات التعليم.
وقالت إن إنشاء هذا الكرسي يأتي في سياق عالمي يتميز بتغيرات عميقة في مجال التحولات الرقمية المتسارعة، وظهور الذكاء الاصطناعي، والتحديات الجديدة التي يواجهها الاساتذة، والتوقعات المتزايدة للطلاب، مما يحتم على التعليم العالي أن يعيد النظر في أولوياته دون تجاهل مهامه الأساسية.
وأوضحت أن الانضمام إلى برنامج كراسي اليونسكو، يسهل انضمام جامعة نواكشوط إلى شبكة ديناميكية تضم ما يقرب من 1000 كرسي في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أنها فرصة فريدة للتعاون العلمي وللتبادل وتقاسم المعرفة.
وكان المدير الجهوي لليونسكو في المغرب العربي، السيد إريك فالت، قد أشار في كلمة قبل ذلك، إلى أن هذا الإنجاز يتماشى تماما مع أولويات اليونسكو في مجال التعليم العالي والابتكار والتحول الرقمي للتعليم، مضيفا أن هذا الكرسي يعد مساهمة من اليونسكو في تطوير التعليم العالي في موريتانيا ومنطقة المغرب العربي من خلال ربط العلوم الإنسانية الرقمية بالقضايا المعاصرة في التربية والتدريب والمساواة والإدماج مما يمثل طموحا لجعل التكنولوجيا الرقمية رافعة للعدالة التعليمية وليس عاملًا للانقسام.
وقال إن هذا الحدث يكتسي أهمية بالغة لكونه جاء في لحظة مهمة للمنطقة مع الإطلاق الأخير لمبادرة ( Campus Afrique) في المغرب العربي، والهادفة إلى دعم تحول الجامعات الأفريقية مع إعطاء الأولوية للتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي.
جرى الحف بحضور مسؤولين سامين في قطاع التعليم العالي