أخبار اليوم. اختطف مسلحون رئيس بلدية بلدة كونا، وسط مالي، أثناء عمله في حقله الزراعي، في أحدث مؤشر على هشاشة الاتفاقات المحلية الموقعة بين سكان المنطقة والجماعة المسلحة.
وقال شهود وسكان محليون إن المختطف، ويدعى عثمان كامبو والملقب بـ”نابا”، كان يحضّر لموسم الأمطار حين داهمه مسلحون واقتادوه إلى جهة مجهولة.
وكانت كونا، على غرار عشرات البلدات في وسط مالي، قد أبرمت العام الماضي اتفاقًا محليًا غير معلن مع الجماعة المسلحة، بغطاء ضمني من الجيش والسلطات، بهدف الحد من العنف اليومي وضمان حرية التنقل والعمل للسكان، وفق وسائل الإعلام.
وينص الاتفاق على خضوع السكان لشروط تفرضها الجماعة، تشمل دفع “الزكاة” أو الضرائب، إغلاق المدارس الحكومية، وفرض ارتداء الحجاب للنساء، مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم دون مضايقات.
لكن عدة مصادر محلية، من بينها منتخبون وممثلون عن المجتمع المدني، أكدوا أن هذا الاتفاق لم يُطبق بشكل كامل.
ورجحت ذات المصادر، أن اختطاف رئيس البلدية يعكس تصاعد التوتر بعد فشل التفاهمات.
ويأتي الحادث بعد أيام من اختطاف شاب من البلدة في ظروف مشابهة.
ورغم أن الجماعة المسلحة باتت تركّز على استهداف مواقع عسكرية، إلا أنها لا تتردد في مهاجمة مسؤولين مدنيين وقادة محليين يرفضون الانصياع لها، إلى جانب موظفين حكوميين كالقضاة والمحافظين والمعلمين، بل وحتى ركاب الحافلات.