النحوي والمعهد  وأزمة الهدف والمستهدف./د.محمدالحسن اعبيدي

author
0 minutes, 0 seconds Read

أخباراليوم.       أسرة العلم والصلاح والحلم والأناة ألجمت فتاها الصاعد عن التطاول على مؤسسة لها رمزيتها.   عمقا ومرجعية وإن أصابها الوهن كغيرها من المؤسسات الوطنية والخارجية.
فقد ساهمت في جزء من تكوينه  وتكوين غيره من المتطاولين عليها فليقلل اللوم والعتب  وليقل إن أصابت….
فإن لم يعترف لها بذلك برورا ولم يسعه السكوت مع من وسعه من المتألمين  المشفقين على حالها حاضرا ومآلا .
وكان نصحه صادقا لخريجي – المحاظر الذين تخذوها قديما معبرا  أو جسرا للصعود والتأثير وحشو السير الذاتية-  قدمه في  دراسة مكتوبة  وصفية ، تشخيصية استشرافية  للجهات المعنية إداريا وتربويا بدل إذاعته لغير “المستنبطين”  ليتلقفه الكائدون فيحملونه في غير محمله ولا أظنه يجهل  مقصد ” حدثوا”  ولا مرعاة الخليفةالراشد لحال المتلقي ومقامه ومستوى  فهمه ودقة نقله وتحريفه.
فوازن  وقدر وضع الأمور  في نصابها واحترم شيوخا  كمًلا علماء وطئت أقدامهم الطاهرة ترابها  ذات يوم  نموذج الشيخ  يحيان   والشيخ  محمد سالم المحبوبي  والشيخ الناجي  ولد محمود  والشيخ محمد سالم عدود  والشيخ محمد عبدالله ولد عبد الله رحم الله الجميع  والشيخ محمد الحافظ ولد السالك متعه الله بالصحة والعافية  .
فهؤلاء جمعوا في صدورهم   كتب التفسير  أمهات ومختصرات بمدراسه  النقلية والعقلية  والإشارية والبيانية  التحليلية  من ابن جرير وابن عطية للفخر والزمخشري   القرطبي وابن العربي  والنسفي  والسيوطي  والنيسابوري  والتستري والألوسي   والقشيري   مع حفظهم لمواقف الإيجي  على الفخر الرازي  والآمدي  واستدراكات الطيبية والسنوسيات وما راجع فيه الأقدمون المتأخرون في دقيق الكلام وجليله  مع الأصول  الأمهات في نوادر المذهب وشوارده وفي درر تأصيله وقواعده
وكأنهم المعنيون بقول الشيخ الأبر  من خلدت ذكره الحواشي و الطرر  ولهجت بقوله فتية المحاظر الغرر  في نواديهم  والسمر   متطلعين لأن يكون لهم من الحفظ  مثل من ذكر  في  شعر الشيخ حرمه مستذكرا  مستحضرا هيبة وقداسة المكان  الذي كان مرابع لتدارس  القرآن  رواية ودراية وأصلا و آلة وغاية ووسيلة.
فلم يتمالك الشيخ  نفسه من مساءلة الطلل بشعر يفيض عاطفة  صادقة  _:
دمن دعتك إلى القريض  فإن تجب @  فلمثلها  يهدى  القريض ويندب .
وإذا سكت عن الجواب لشرة @ فاضت فذاك من الإجابة أصوب.
أما النسيب فلا يسوغك ذكره @ عصر التعلم  والمشايخ يعذب.
كنا مع البوني في عرصاتها @ هالات بدر لم يشبها غبهب.
فيها تجمع سيبويه ويوسف @  والكاتبي  والأشعري وأشهب.
شافتك أطلال بلين لهم و ما @  شاقتك  سلمى إذ نأتك وزينب _
لاستدعاء ذاكرة الأرواح  الحائمة  حول ما تبقى من أشجار  وجذوع وأحراش   أ مازالت ؟  تختزن صدى  أصوات القوم  وهي تعلو و تخبو بمطارحات ونقاشات  علمية  تتجول  بساتين  معرفية  دانية القطاف ذللت بالتكرار والتمرن  تسقي بمعين الخشية والإخلاص فترتوي منه القلوب بقدرها فتحمله للقيعان والجوابي والسباخ  فمنه  المنتفع والمنتجع والمنتفخ زبدا جفاء.

وبعد
فلمثل هذا السلف الوضيء نصون الأثر ونسير عليه ولو بخطى عرجاء وفاء لهم واحتراما لمسعاهم في نشر الخير وتعهد صلاح وتهيئته تربته لأجيال لاحقة قد تكون أكثر استعدادا وصبرا  ومجاهدة ومجالدة لتحقيق الهدف من السمعيات  البصرية ومغريات التأثير بمختلف أشكاله.
فإن احترام المكان من احترام ما مر به عبر الزمان و  تقديس  لما تلي و يتلى  به من قرآن .
وأنت المحدث الساعي لتمثل المنهج الرسالي قولا وفعلا .
أما كان الأولى بك  أن تؤسس جمعية مثل جمعيات  علمية انتظم فيها قدماء طلبة مؤسسة دفعهم الوفاء والغيرة والحفاظ على ما تبقى من حواضن الذاكرة للقيام بتظاهرة موسمية متنوعة  تخليدا لمشاهير علمائها  و طلابها وترميما وإصلاحا لما أفسده الإهمال وسوء التصرف لبعثها من جديد.  مثل جمعية قدماء الصادقية والخلدونية بتونس وغيرها الذين حافظوها عليها تراثا للأجبال.
أيها الفتى عبد الرحمن النحوي  لولا  حمولة الإسم ثراء معارف  وتنوع وتعدد روافد وعمقا ورسوخا،  انتماء  وتمثيلا وتمثلا  للهوية الجامعة  ، لأهملنا تدوينك وبثك ذي النبرة الغريبة تربة ونبتة ومنبتا وسياقا ومساقا و إخراجا  وإحراجا ومستخرجا وصرخة ومستصرخا وسمتا وسمة.
فلا يقبل  منك إلا ما يناسبك ،   وما يحسن ويناسب ويليق بشخص  يعاب به غيره.
أما أنا  _ فمع قلة المستفاد والزاد _ فسأبقى وفيا للمعهد في الماضي والحاضر والمستقبل تصديت مع الشرفاء من  الأساتذة والطلبة  لمحاولة إغلاقه واقتلاعه من بيئته  في الفترة العزيزية  وأنادي اليوم بإصلاح الخلل   و سأبقى مرددا مع المرابطين بأكناف بيت المقدس. باقون بقاء الزعتر والزيتون.
وأفتخر لأن المؤسستين اللتين أشدت بهما خرجتا من رحم المعهد العالي تأطيرا وإشرافا.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *