كتبت بالأمس مقالا نقديا حول نقابة الصحفيين الموريتانيين،تعرض لبعض أوجه هذه التجربة مثمنا إيجابياتها و منبها لبعض نواقصها،و لم أقصد منه المساس الشخصي، و إنما هو تلمس للأفضل فى سياق تجربة العمل النقابي الإعلامي،و للأمانة تواصلت مع أحد الزملاء و الذى كان سببا فى حج النقيب السنة الماضية،و هذا مهم و مطلوب و أكد أنه فى سياق العلاقات الشخصية و لا صلة له بالنقابة و كذلك حج نائب النقيب المرتقب هذه السنة،بارك الله فيه،لكن لولا كتابة هذا المقال لما حصل هذا التوضيح،الذى يبقى قابلا للتساءل،فلماذا بالضبط رؤوس العمل النقابي،دون غيرهم،لكن عموما مادام هذا ليس باسم النقابة فيبقى أخف وقعا على نفوس المنضوين تحت يافطة نقابتنا الموقرة.
و أما تدافع بعض الزملاء على بعض حظوظ الصندوق مثلا عبر مكتب النقابة فهذا معروف و لم يخرج عن نطاق عضوية المكتب التنفيذي إلا نادرا،و شخصيا أقدر جهود نقيب الصحافة و نائبه و غيرهم من الزملاء فى مكتب نقابتنا،لكن النقد و التمحيص هو أهم طريقة لرفع مستوى أداء هذه النقابة،و من غير المستساغ اندفاع البعض لقيادة العمل النقابي الإعلامي،دون ان يوسعوا صدورهم للرأي و الرأي الآخر،عسى أن نوطن أنفسنا على تقبل مختلف الآراء و الاستفسارات و التساؤلات.
و فى هذا السياق أشكر الدكتور و الزميل محمد ولد الحسن على التوضيحات الجيدة،التى زودني بها،فى موضوع وساطاته الطيبة فى الحج لهذه السنة و فى سنوات سابقة،جعل الله ذلك فى ميزان حسناته.
و لو جلس البعض فى بيته دون تصدر الواجهة، لما كانت له فرصة كذا و كذا،منبها لحديثه صلى الله عليه و سلم،”هلا جلست فى بيتك”.
و نرجو الله أن تكون حجتهم و منافعهم خارج هذا السياق و محض تكرم شخصي،بعيدا عن الشبهة، من قبل وسيط يسعى للخير فحسب،و هو كذلك،إن شاء الله.
و عموما لابأس بالتساؤل ثم نتلقى التوضيح و الرأي الآخر،و هذا درب النخبة الواعية، و قد لا يزيد هذه التجربة النقابية إلا نجاحا و تقدما و ابتعادا عن أوجه استغلال النفوذ الضيق،و هذا لا يقلل مما قدم الزملاء من نضال و جهد من أجل الصالح العام الإعلامي الواعد