رسائل “ليلى”…* / عبد الرحمن المقري

author
0 minutes, 1 second Read

أخبار اليوم.     استطاع المرشح الرئاسي، والزعيم الحقوقي، السيد بيرام الداه اعبيد، إرضاء النظام والمجتمع، واعتذر بطريقة غير مباشرة عن بعض الشطط في التعبير الذي صدر عن بعض المناضلين المتحمسين في حركته “الحقيقية/السياسية”، بطريقة ذكية لم تُحرج المعنيين، أو تُشعرهم بتخلي الزعيم عن أتباعه.

انبرت للمهمة السيدة “ليلى”؛ حرم السيد بيرام وأقرب المقربين منه، قائدة مِغوارة لفصيل التهدئة؛ الذي أنقذ “الزعيم” من حرج الألفاظ النابية، في الوقت الخطأ، وأثناء المناورة مع أطراف في النظام تسعى لجلبه إلى طاولة الحوار، ويسعى هو للحصول قبل ذلك على مكاسب كبيرة بحجم نتيجته في الانتخابات الرئاسية، مع ضمانات الترشح لرئاسيات 2029.

خرجة “ليلى” رُتبت بعناية، وكانت المفردات منتقاة ومكتوبة على الأرجح، ولم تكن مُصورة عن قصد، حفاظا على دقة التسديد، للوصول إلى الهدف أو الأهداف المرسومة.

يقولون إن ليلى في حركة “إيرا” هي الوجه الآخـر لبيرام، وهي بيضة قبان مزاجه، ويظهر ذلك في ابتسامتها أثناء خطاباته العنيفة، وفي حرصها على الظهور إلى جانبه دائما؛ تماما مثل كبار الزعماء، الذين يقبلون بكل ودّ وتواضع مقولة أن “وراء كل رجل عظيم امرأة”.

وبتفكيك خطاب “ليلى” القصير نجد أنه تضمن عدة رسائل:

1- الحكومة والشعب:

بدأت بذكر الحكومة والشعب، وليس القيادة والشعب كما هو مألوف؛ وفي ذلك انسجام مع سردية بيرام منذ انتخابات 29 يونيو الرئاسية الأخيرة، التي لم يعترف علنًا بنتائجها، رغم لقائه المطول بالرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وتعامله مع واقع مأموريته الثانية، وإشادته المعروفة بتعيين الوزير الأول، المختار ولد اجاي.

2- إشراك السيدة الأولى:

كان لافتا ذكر “ليلى” للسيدة الأولى مريم بنت الداه، قرينة رئيس الجمهورية، ومطالبتها إلى جانب الرئيس، باتخاذ التدابير لإنهاء قضية التوتر الذي سببه “الخطاب العنيف لبعض المنتسبين لإيرا”؛ والذي أثر على الحوار.

3- الوزير الأول:

ورد ذكر الوزير الأول السيد المختار ولد ولد اجاي مرتين، في صوتية “ليلى”؛ وذلك مفهوم في سياق رضا “بيرام” عن الرجل؛ الساعي إلى ضبط إيقاع عنفوان بيرام، في مقابل قبضة وزير الداخلية، الذي يطبق القانون فقط دون يدٍ ناعمة.

4- الشفاعة في المناضلين:

كانت ليلى حريصة على الشفاعة في “المناضلين”؛ الذين تسببوا في المشكلة الحالية، وباستعطاف غير مألوف لدى “حرم الزعيم”….

5- الاستعداد للحوار :

يُفهم من رسائل “ليلى” أن بيرام يجنح للحوار، وقد أفسد عليه “مناضلوه” جزءا من المناورة مع النظام، لدرجة أن إطلاق سراحهم، كافٍ مقابل التنازل عن بعض الشروط التعجيزية، ويتجلى ذلك واضحا في التأكيد على أن “التوتر” أثر على الحوار الذي يريده كل الموريتانيين؛ وبالطبع لن يتخلف عنه بيرام وليلى والبقية.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *