وقد ساهمت المؤسسة البلدية فى نواذيبو مساهمة معتبرة في تنفيذ مشاريع انمائية واجتماعية فى المدينة طالت مختلف الجوانب.
السيد محفوظ ولد محمد عالي ولد السملالي عمدة نواذيبو استعرض هذه المشاريع فى لقاء مع مبعوثي الوكالة الموريتانية للانباء فعلق فى البداية على التطور الحاصل فى المدينة ووضعه فى سياقه الحقيقي.
العمدة: عرفت المدينة خلال الفترة الاخيرة تطورا ملحوظا حيث تمددت احياؤها الشمالية وانشئت احياء جديدة, بينها مناطق سكنية واشير هنا الى ان مباني المدينة ظلت الى وقت قريب تحتفظ بطابعها المعماري القديم, حتي اعطى رئيس الجمهورية السيد معاوية ولد سيد احمد الطايع توجيهاته من اجل تطوير هذا الطابع ومواكبته للعصر.
فشهدت انواذيبو ثورة في هذا المجال, وهي اليوم مدينة عصرية نظيفة تعكس وجها يليق بعاصمة اقتصادية لبلد يسير بخطى حثيثة على طريق التقدم, وبطبيعة الحال تتولى المؤسسة البلدية تنظيف المدينة بشكل يومي وتضع جزءا كبيرا من امكانياتها في خدمة هذه المهمة.
سؤال: ما هي آلية التنظيف التي تتبعها البلدية؟
العمدة: كانت المدينة في السابق خاضعة لنظام تنظيف يوزعها الى قطاعات عديدة تتولى تنظيفها شركات خصوصية عاملة فى هذا المجال وفقا لاتفاقيات موقعة بين الطرفين.
غير ان هذا النظام تقادم ولم يعد يعطى النتيجة المتوخاة منه, حيث اصبحت القمامات تتراكم بازدياد فى مختلف الاحياء مهددة صحة السكان ومشوهة وجه المدينة, فقررت البلدية تصحيحا لهذه الوضعية ان تباشرمهمة التنظيف اعتمادا على طواقمها البشرية وآلياتها المتحركة, واستعانت لهذا الغرض بما يناهز 100 عامل تم التعاقد معهم, مما شكل مساهمة هامة في الحد من البطالة وتوفير فرص العمل.
والى جانب التنظيف اليومي, تقوم البلدية بتنظيم حملات فى اماكن محددة استهدفت آخرها ازالة القمامات التى تراكمت خلال سنوات عديدة على الطريق الرابط بين المدينة وشركة ؛اسنيم« حيث ظلت هذه المنطقة وقتا طويلا مكانا لرمي قمامات المدينة, الشيء الذى شوه منظر المنطقة المحيطة بالطريق وبالسكة الحديدية التى يسلكها الكثير من السواح وساهمت فى هذه الحملة الشركة الوطنية للصناعات والمناجم والاتحادية الوطنية للصيد والشركة الموريتانية لتسويق الاسماك والاتحادية الوطنية للنقل, وقد تم تحويل مكان رمي القمامات بعيدا عن المدينة, كما تدرس البلدية حاليا مشروعا لمعالجة القمامات بشكل علمي وصحي سينطلق قبل نهاية السنة الجارية, واشير قبل الانتهاء من هذه النقطة الى اننا ندرس حاليا, بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي, مشروعا لتنظيف الشاطئ وإزالة السفن القديمة الجاثمة فى القاع على مقربة من الشاطئ مهددة امن الملاحة ومسببة اضرارا جمة على البيئة.
سؤال: ما هي البنى التحتية المنجزة حديثا فى مجالات الطرق والمياه والكهرباء؟
العمدة: تم حتى الآن انجاز عدد لا بأس به من الطرق شمل معظم احياء المدينة وساهم بشكل فعال فى فك العزلة عن الاجزاء النائية منها, ولدينا مشروع بناء 16 كيلومترا اضافية من الطرق ستكمل ربط مختلف اجزاء المدينة.
كما اننا نتابع تطور الاحياء ونعمل على رسم سياسة طرقية تواكب هذا التطور.
وفى مجال الكهرباء شهدنا قبل ايام قليلة تدشين توسعة الشبكة الكهربائية التى شملت حي ؛المتفجرات« البعيد عن وسط المدينة وذلك استجابة لتعليمات رئيس الجمهورية وتلبية لتطلعات السكان فى التمكن من انشاء مبادرات مدرة للدخل وتطوير اسلوب عيشهم وسنسعى الى تنفيذ مشاريع مماثلة فى احياء اخري.
اما مشكل المياه فقد تمت تسويته بشكل كلي منذ شهرين فبات الماء الصالح للشرب متوفرا فى جميع الاماكن الموصولة بالشبكة, وتوفر البلدية 65 حوضا للمياه فى الاحياء غير الموصولة يجرى توزيعها باسعار رمزية.
سؤال: وماذا عن مجالي التعليم والصحة؟
العمدة: قامت بلدية نواذيبو ببناء وتجهيز 18 مدرسة ابتدائية ولديها مشروع انجاز 5 مدارس اضافية قبل افتتاح السنة الدراسية القادمة. كما انشأت 5 كفالات مدرسية تؤمن وجبة الغداء لـ 530 طفلا من ابناء الاسر ذات الدخل المحدود من اجل مساعدتهم علي اكمال دراستهم.
وهناك كفالتان اخريان قيد الانجاز وتشرف البلدية على تسيير 5 رياض للاطفال 3 منها في الاحياء الشعبية, وتعمل على بناء روضتين اخريين.
وغير بعيد عن التعلم انشأت البلدية مركز معاوية للعلوم الذى يشتمل على مكتبة كبيرة ومتنوعة وقسما لتدريس المعلوماتية وموقعا على الانترنت وتنوي افتتاح مكتبة ثانية في وسط المدينة.
وفى ميدان محاربة الأمية افتتحت البلدية 61 قسما تنظم دورات تدريسية مدتها 4 اشهر كما افتتحت قسما خاصا بعمالها داخل المؤسسة, وسنسعى بالتعاون مع منظمة غير حكومية اسبانية, الى تنفيذ مشروع طموح فى هذا المجال عن طريق الاذاعة الوطنية كما نقدم دعما معتبرا للمحاظر وائمة المساجد تثمينا لدورهم في الاشعاع وبث المعارف.
وفى المجال الصحى, قامت البلدية ببناء وتجهيز 4 مراكز صحية يتوفر احدها على قسم للجراحة وتتولى تسييرها وتوفير الادوية بها باسعار رمزية, وهنا احرص على القول ان سياستنا الصحية تخضع للسياسة الوطنية فى هذا المجال خاصة سياسة تحصيل التكاليف وننظم احيانا عمليات محدودة لنقل المرضى الى الخارج في اطار اتفاقيات مع شركائنا, لكن مرضانا من المعدمين يتم رفعهم غالبا الى نواكشوط.
سؤال: هل تتدخل البلدية فى ميادين اخرى؟
العمدة: نعم, تقوم البلدية ببناء الاسواق كما هو الحال مؤخرا بالنسبة لسوق السمك وعلى صعيد آخر, نفكر حاليا في انشاء موقع سياحي فى المدينة, ولاشك ان طريق نواكشوط – نواذيبو سيلعب دورا كبيرا فى هذا المجال.
وبصورة عامة تدرك المؤسسة البلدية ان الغرض من انشائها هو النظر عن قرب الى حاجيات المواطن والعمل بسرعة على تلبيتها لذلك نحن في خدمة سكان نواذيبو ونسعى دائما الي مساعدتهم فى شتى المجالات.
اجرى المقابلة:
· معروف ولد اداع
· امبارك ولد بيروك
&
· أول عمدة لمدينة نواذيبو يتحدث:
السيد الناجم ولد محند من مواليد انواذيبو سنة 1922 كان اول عمدة لهذه المدينة يعرف ماضي المدينة كما يعرف اصابع يده, وما يزال يتذكر عهد طفولته وشبابه فيها.
حين يتحدث اليك تشعر في اعماقك بعفوية الحديث وصدقه, وحين يتذكر ماضي المدينة والصعوبات التى عاناها سكانها تشعر بالاسى, وعندما تطلب منه ان يقارن بين ماضيها وحاضرها يجيبك بان لا وجه للمقارنة.
التقيناه فى مدينة انواذيبو وطلبنا منه ان يحدثنا عن ماضيها فقال:
“لقد نشأت فى هذه المدينة وعايشت كل مراحل تطورها منذ منتصف ثلاثينات القرن المنصرم ايام كان الاستعمار الفرنسي يسيطر عليها, وحينها كانت هذه المدينة مجرد مركز للصيد وكان الاجانب, وخصوصا الاوروبيين هم الذين يمارسون الصيد ويستفيدون من خيرات شواطئها.
وفى هذه الفترة لم تكن هناك اي معالم لما يمكن ان يسمى مدينة, ولم يكن هنالك ابسط مقومات الحياة فالمياه لم تكن موجودة وكان الفرنسيون يستجلبونها من (مارساي) و(بوردو) ويوزعونها على بعض السكان بمعدل خمس ليترات فى اليوم.
واذكر انني كنت مع زميل آخر فى نزهة في احد الايام وشاهدنا اشغال بناء السكة الحديدية وكان ذلك مثار سخريتنا حيث لا نعتقد بامكانية وجود مدينة فى هذه المنطقة على الاطلاق.
وحين حصلت بلادنا على الاستقلال استبشرنا خيرا بهذا الحدث العظيم وقلنا ان الاوضاع ستتغير نحو الافضل, الا ان ما حدث لا يكاد يذكر حيث ظلت مصاعب العزلة وانعدام المياه الصالحة للشرب تؤرق السكان ولم يحصل الكثير فى مجال المعادن والصيد اللذين يشكلان العمود الفقري لاقتصاد المدينة.
وظل الوضع على ذلك لفترة طويلة الى ان تولى السيد الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع قيادة البلاد, فبدأت معالم النهضة الحديثة للبلاد.
ومنذ ذلك التاريخ والانجازات تتوالي فى هذه المدينة حتى اصبحت كما ترون اليوم مدينة عصرية تتحدث معالمها عن مستوى النهضة الذى شهدته. واود ان اضيف هنا انه خلال زيارته السابقة لمدينة انواذيبو تعهد السيد الرئيس بفك العزلة عنها, وكنت متأكدا من ان ذلك سيتحقق لان التاريخ يؤكد انه اذا تعهد وفى بعهده, وها هي اشغال طريق انواكشوط – انواذيبو تبدأ بعد ايام”.
هل كنتم تتوقعون ان تصل المدينة الى ما وصلت اليه من تقدم؟
“لم نكن نحلم – مجرد الحلم – بان تكون هنالك موانئ او طرق او شبكات للمياه والكهرباء والاتصالات.
وما حققه السيد الرئيس يفوق احلامنا”.
&
· نواذيبو: المدينة العصرية
انواذيبو هذه المدينة التى تعج بالحركة والنشاط والتى لا تعرف النوم ولا الاستقرار, لم تكن بالامس سوى نقطة بحرية استهوت البحارة البرتغاليين فى القرن الخامس عشر الميلادى واثارت انتباه المستكشفين الفرنسيين لاحقا.
ومع تطور حركة الاستكشاف الاوروبي والتطلع الى ما وراء البحار وتوالى البعثات الاستكشافية, بدأت انواذيبو تتحول الى مركز استقطاب للرحالة والبحارة الاوروبيين الذين بهرتهم كثافة الاسماك في سواحلها وقربها من الشواطئ.
وخلال هذه الفترة ظلت انواذيبو مركزا للتنافس بين البرتغاليين والفرنسيين احيانا وبين الفرنسيين والاسبان احايين اخرى, وادى هذا التنافس فى بعض الحالات الى تقسيم الرقعة التى تغطيها المدينة اليوم, بين الفرنسيين والاسبان.
ومع وصول الاستعمار الفرنسي الى الاراضي الموريتانية كانت انواذيبو إحدى النقاط الاساسية التى ركز عليها وبدأ يستقر فيها, وبعد سيطرته على البلاد تفرد بالسيطرة علي النقطة البحرية, وبدأت معالم مدينة انواذيبو الحالية تتشكل.
ونظرا لموقعها الجغرافي فقد عانت المدينة منذ بداية القرن الماضي من مشكلين رئيسيين هما: العزلة, وانعدام مياه الشرب, وكانت العزلة خانقة جدا حيث لم يكن الوصول اليها ممكنا الا عن طريق السفن او بواسطة الجمال, ويتذكر احد الموظفين القدماء من ابناء المدينة, السيد دودو ولد صمب نور رحلته اليها عندما تم تحويله اليها موظفا في عهد الاستعمار الفرنسي, حيث اضطر لركوب الجمال من نواكشوط الى المدينة ليتسلم عمله.
وفى مجال الصعوبات التى عاناها السكان من نقص المياه, يتذكر اول عمدة للمدينة السيد الناجم ولد محند, انه فى عهد الاستعمار الفرنسي لم تكن هنالك وسيلة للحصول على المياه الصالحة, وان السكان كانوا يحصلون على المياه من (بوردو) و(مارساي) وكان كل مواطن يحصل على (5) ليترات من المياه فى اليوم.
ومع بداية استغلال المناجم اصبح السكان يحصلون على المياه المستجلبة بواسطة صهاريج شركة مناجم موريتانيا, وكانت هذه المياه غير صالحة للشرب نسبيا حيث ترتفع درجة ملوحتها ويكدرها صدأ هذه الصهاريج ويلوثها غبار المعادن.
ولم يكن وضع سكان المدينة في الفترات الاولى من الاستقلال احسن حالا من فترة الاستعمار, حيث ظلت المدينة عبارة عن ثلاثة احياء هي: (كانصادو, الغران, ولعريقيب) ومجموعة احزمة من احياء الصفيح, ولم تتوفر فيها ابسط مقومات الحياة ولم توجد فيها اي بنى تحتية اقتصادية او اجتماعية تذكر.
وحتى بداية ثمانينات القرن ال- 02 لم تكن هذه المدينة ذات الكثافة السكانية العالية, تتوفر الا على مدرستين او ثلاث, ولم يكن يوجد فيها سوى شارع واحد.
ورغم ان هذه المدينة هي بالدرجة الاولى, مدينة صيد, الا ان سكانها لم يستفيدوا من هذه الثروة التى استهوت الاوروبيين, الا فى وقت متأخر وظلوا يتحدثون عنها باعتبارها احدي عجائب البحر التى لا تحصى.
ويكفى للدلالة على ذلك ان نعرف انه حتى سنة 1977 لم يكن يوجد على شواطئ هذه المدينة سوى 17 زورق صيد تقليدي وطني.
اما المعادن التى استضافت انواذيبو مقر شركة استغلالها منذ نشأتها فلم تكن اكثر مساسا بحياة سكان المدينة وبقيت الاستفادة منها محصورة فيما تحمله رياح الشمال من غبارها” على حد تعبير احد شيوخ المدينة.
تلك هي ملامح مدينة انواذيبو بالامس, اما اليوم فقد تغيرت هذه الملامح, وتبدو مدينة انواذيبو لزائرها مدينة عصرية بكل المقاييس حيث توفرت البنى التحتية, وعمت الشوارع والكهرباء والمياه والمدارس والمرافق الصحية معظم احياء المدينة, ولم تعد انواذيبو تلك الاحياء الثلاثة الصغيرة المنزوية والمحاطة باحزمة احياء الصفيح.
وبعد ان ظل الصيد مجرد حكاية من حكايات الجدات اصبح اليوم جزءا من هذه المدينة ونشاطا حيويا يستقطب عشرات المستثمرين ويوفر آلاف فرص العمل لشبابها وفتياتها.
وبفضل هذا القطاع فان مدينة انواذيبو اليوم تعتبر مركزا تجاريا حيويا وعاصمة اقتصادية حقيقية للبلاد يعكس تطورها الوجه المشرق للنهضة الشاملة التى عرفتها وتعرفها موريتانيا الحديثة.
لقد استفادت داخلت انواذيبو من التطور الذى شهدته البنى التحتية حيث توفرت على شبكة طرق حديثة ربطت مختلف احياء المدينة وتمت توسعة الشبكة الكهربائية لتشمل احياءها النائية واعيد تأهيل بعض مرافق شبكة المياه فيها, وجعلها ذلك احدي اكبر المدن المستفيدة فى هذه المجالات.
والى جانب ذلك عرفت مدينة انواذيبو تدخلا ملحوظا للمفوضية المكلفة بحقوق الانسان ومحاربة الفقر وبالدمج وشمل هذا التدخل, فتح 12 دكانا جماعيا استفادت منها500 امرأة كما مولت المفوضية نشاطات اخرى مدرة للدخل استفادت منها 150 امرأة ايضا.
والى جانب ذلك نظمت دورات تكوينية لصالح الشباب المنحدر من اوساط فقيرة وتم استيعاب هذا الشباب فى ورشات الشركة الوطنية للصناعة والمناجم ومصانع الصيد.
وسيتعزز مجهود التنمية في انواذيبو من خلال جملة من المشاريع الحيوية التى سيبدأ تنفيذها فى القريب العاجل بحول الله حيث سيقوم برنامج التنمية الحضرية بتمويل مجموعة من البنى التحتية الاساسية بغلاف مالي يقدر بثمانية مليارات من الاوقية.
وخلال الاشهر القليلة المتبقية من هذه السنة سينتهى العمل فى الجزء الاخير من مشروع تزويد المدينة بالمياه, كما ستبدأ اشغال طريق انواكشوط انواذيبو.
ويمكن القول ان مدينة انواذيبو من خلال الانجازات المحققة وتلك المستقبلية توفرت فيها كل عوامل النهضة واصبحت مدينة حديثة منفتحة على العالم الخارجي ومرتبطة بمحيطها الوطني وبامكانها ان تشكل قطبا اقتصاديا حيويا ليس فى موريتانيا فقط وانما على الصعيد العالمي كذلك.
· احمد ولد الشيخ احمد الامين – شيخنا
&
&
· مشروع تزويد مدينة نواذيبو بالماء الشروب بالأرقام: إنجاز جبار يستحق التنويه
شهدت مدينة نواذيبو خلال السنوات الماضية تطورا كبيرا في البنى التحتية, حيث اصبحت اليوم تتوفر على كل مقومات مدينة عصرية بكل المقاييس.
وسيتعزز مجهود التنمية في نواذيبو من خلال جملة من المشاريع بعضها قيد الانجاز وأخرى سيبدأ تنفيذها في القريب العاجل.
ومن ضمن هذه المشاريع, مشروع تزويد المدينة بالماء الصالح للشرب الذي يبلغ كلفته المالية اكثر من ثمانية مليارات من الاوقية.
ويتكون مشروع تزويد مدينة انواذيبو بالماء الشروب من حفر اثني عشر 12 بئرا قدرة كل واحد منها 30 مترا مكعبا في الساعة تربطها شبكة انابيب يبلغ طولها 20 كلم اضافة الي خزانين للمياه ومحطتين للضخ في بلنوار وانواذيبو.
كما يشمل المشروع مد قناة أنابيب للمياه يبلغ طولها 83 كلم وقطرها خمسمائة متر مكعب, فضلا عن محطة لمعالجة المياه واعادة تأهيل وتوسعة شبكة التوزيع في انواذيبو, وتدعيم المحطة الكهربائية في بلنوار, وبناء خزانات فرعية في مدينة انواذيبو سعة كل واحد منها (800م مكعب).
وكان وزير المياه والطاقة السيد كان مصطفى قد قام يوم الخميس الماضي في نواذيبو بتفقد سير اعمال المشروع, حيث زار في بلنوار منشآت سحب المياه وتخزينها قبل ان تجد طريقها الي منشآت المعالجة والتوزيع في مدينة انواذيبو..
كما زار السيد الوزير محطة الضخ وخزان المياه الرئيسي الذي تبلغ طاقته التخزينية ألف متر مكعب من المياه, كما شملت الزيارة الآبار التي تشكل بداية مسلسل استغلال المياه في هذا المشروع الحيوي.
وفي مدينة انواذيبو زار وزير المياه والطاقة, محطة معالجة المياه وتوسعة محطة الضخ والتوزيع والخزان الارضي في المدينة.
&
· مشروع تزويد مدينة نواذيبو بالماء الشروب بالأرقام:
تبلغ كلفة مشروع تزويد مدينة انواذيبو بالماء الشروب 5ر8 مليار أوقية ويتكون من:
أ- علي مستوي بلنوار:
– حفر 12 بئرا طاقة كل واحد منها 30 مترا مكعبا في الساعة.
– انشاء شبكة بطول 20 كلم تتراوح قطر أنابيبها بين 150-500 مم
– اقامة خزان مائي سعته 1000 متر مكعب.
– تدعيم وتوسيع الشبكة الكهربائية.
– اقامة محطة للضخ
ب-: علي مستوي الربط بين بلنوار وانواذيبو:
– مد فتاة لنقل المياه من بلنوار الي انواذيبو, علي امتداد 83 كلم يبلغ قطرها 500 مم.
ج- علي مستوي انواذيبو:
– تأهيل وتوسعة المحطة المركزية في انواذيبو.
– اقامة محطة لمعالجة المياه.
– بناء خزان علي الارض سعته 1000 متر مكعب.
– اعادة تأهيل شبكة توزيع المياه داخل احياء المدينة.
– بناء ثلاث خزانات مائية فرعية في مناطق مختلفة من المدينة, من بينها اثنان في كانصادوا سعة كل منهما 800 متر مكعب, اضافة الي خزانين آخرين سعة كل واحد منهما 1200 متر مكعب.
– انشاء 2350 توصيلة للمياه و20
السيد محفوظ ولد محمد عالي ولد السملالي عمدة نواذيبو استعرض هذه المشاريع فى لقاء مع مبعوثي الوكالة الموريتانية للانباء فعلق فى البداية على التطور الحاصل فى المدينة ووضعه فى سياقه الحقيقي.
العمدة: عرفت المدينة خلال الفترة الاخيرة تطورا ملحوظا حيث تمددت احياؤها الشمالية وانشئت احياء جديدة, بينها مناطق سكنية واشير هنا الى ان مباني المدينة ظلت الى وقت قريب تحتفظ بطابعها المعماري القديم, حتي اعطى رئيس الجمهورية السيد معاوية ولد سيد احمد الطايع توجيهاته من اجل تطوير هذا الطابع ومواكبته للعصر.
فشهدت انواذيبو ثورة في هذا المجال, وهي اليوم مدينة عصرية نظيفة تعكس وجها يليق بعاصمة اقتصادية لبلد يسير بخطى حثيثة على طريق التقدم, وبطبيعة الحال تتولى المؤسسة البلدية تنظيف المدينة بشكل يومي وتضع جزءا كبيرا من امكانياتها في خدمة هذه المهمة.
سؤال: ما هي آلية التنظيف التي تتبعها البلدية؟
العمدة: كانت المدينة في السابق خاضعة لنظام تنظيف يوزعها الى قطاعات عديدة تتولى تنظيفها شركات خصوصية عاملة فى هذا المجال وفقا لاتفاقيات موقعة بين الطرفين.
غير ان هذا النظام تقادم ولم يعد يعطى النتيجة المتوخاة منه, حيث اصبحت القمامات تتراكم بازدياد فى مختلف الاحياء مهددة صحة السكان ومشوهة وجه المدينة, فقررت البلدية تصحيحا لهذه الوضعية ان تباشرمهمة التنظيف اعتمادا على طواقمها البشرية وآلياتها المتحركة, واستعانت لهذا الغرض بما يناهز 100 عامل تم التعاقد معهم, مما شكل مساهمة هامة في الحد من البطالة وتوفير فرص العمل.
والى جانب التنظيف اليومي, تقوم البلدية بتنظيم حملات فى اماكن محددة استهدفت آخرها ازالة القمامات التى تراكمت خلال سنوات عديدة على الطريق الرابط بين المدينة وشركة ؛اسنيم« حيث ظلت هذه المنطقة وقتا طويلا مكانا لرمي قمامات المدينة, الشيء الذى شوه منظر المنطقة المحيطة بالطريق وبالسكة الحديدية التى يسلكها الكثير من السواح وساهمت فى هذه الحملة الشركة الوطنية للصناعات والمناجم والاتحادية الوطنية للصيد والشركة الموريتانية لتسويق الاسماك والاتحادية الوطنية للنقل, وقد تم تحويل مكان رمي القمامات بعيدا عن المدينة, كما تدرس البلدية حاليا مشروعا لمعالجة القمامات بشكل علمي وصحي سينطلق قبل نهاية السنة الجارية, واشير قبل الانتهاء من هذه النقطة الى اننا ندرس حاليا, بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي, مشروعا لتنظيف الشاطئ وإزالة السفن القديمة الجاثمة فى القاع على مقربة من الشاطئ مهددة امن الملاحة ومسببة اضرارا جمة على البيئة.
سؤال: ما هي البنى التحتية المنجزة حديثا فى مجالات الطرق والمياه والكهرباء؟
العمدة: تم حتى الآن انجاز عدد لا بأس به من الطرق شمل معظم احياء المدينة وساهم بشكل فعال فى فك العزلة عن الاجزاء النائية منها, ولدينا مشروع بناء 16 كيلومترا اضافية من الطرق ستكمل ربط مختلف اجزاء المدينة.
كما اننا نتابع تطور الاحياء ونعمل على رسم سياسة طرقية تواكب هذا التطور.
وفى مجال الكهرباء شهدنا قبل ايام قليلة تدشين توسعة الشبكة الكهربائية التى شملت حي ؛المتفجرات« البعيد عن وسط المدينة وذلك استجابة لتعليمات رئيس الجمهورية وتلبية لتطلعات السكان فى التمكن من انشاء مبادرات مدرة للدخل وتطوير اسلوب عيشهم وسنسعى الى تنفيذ مشاريع مماثلة فى احياء اخري.
اما مشكل المياه فقد تمت تسويته بشكل كلي منذ شهرين فبات الماء الصالح للشرب متوفرا فى جميع الاماكن الموصولة بالشبكة, وتوفر البلدية 65 حوضا للمياه فى الاحياء غير الموصولة يجرى توزيعها باسعار رمزية.
سؤال: وماذا عن مجالي التعليم والصحة؟
العمدة: قامت بلدية نواذيبو ببناء وتجهيز 18 مدرسة ابتدائية ولديها مشروع انجاز 5 مدارس اضافية قبل افتتاح السنة الدراسية القادمة. كما انشأت 5 كفالات مدرسية تؤمن وجبة الغداء لـ 530 طفلا من ابناء الاسر ذات الدخل المحدود من اجل مساعدتهم علي اكمال دراستهم.
وهناك كفالتان اخريان قيد الانجاز وتشرف البلدية على تسيير 5 رياض للاطفال 3 منها في الاحياء الشعبية, وتعمل على بناء روضتين اخريين.
وغير بعيد عن التعلم انشأت البلدية مركز معاوية للعلوم الذى يشتمل على مكتبة كبيرة ومتنوعة وقسما لتدريس المعلوماتية وموقعا على الانترنت وتنوي افتتاح مكتبة ثانية في وسط المدينة.
وفى ميدان محاربة الأمية افتتحت البلدية 61 قسما تنظم دورات تدريسية مدتها 4 اشهر كما افتتحت قسما خاصا بعمالها داخل المؤسسة, وسنسعى بالتعاون مع منظمة غير حكومية اسبانية, الى تنفيذ مشروع طموح فى هذا المجال عن طريق الاذاعة الوطنية كما نقدم دعما معتبرا للمحاظر وائمة المساجد تثمينا لدورهم في الاشعاع وبث المعارف.
وفى المجال الصحى, قامت البلدية ببناء وتجهيز 4 مراكز صحية يتوفر احدها على قسم للجراحة وتتولى تسييرها وتوفير الادوية بها باسعار رمزية, وهنا احرص على القول ان سياستنا الصحية تخضع للسياسة الوطنية فى هذا المجال خاصة سياسة تحصيل التكاليف وننظم احيانا عمليات محدودة لنقل المرضى الى الخارج في اطار اتفاقيات مع شركائنا, لكن مرضانا من المعدمين يتم رفعهم غالبا الى نواكشوط.
سؤال: هل تتدخل البلدية فى ميادين اخرى؟
العمدة: نعم, تقوم البلدية ببناء الاسواق كما هو الحال مؤخرا بالنسبة لسوق السمك وعلى صعيد آخر, نفكر حاليا في انشاء موقع سياحي فى المدينة, ولاشك ان طريق نواكشوط – نواذيبو سيلعب دورا كبيرا فى هذا المجال.
وبصورة عامة تدرك المؤسسة البلدية ان الغرض من انشائها هو النظر عن قرب الى حاجيات المواطن والعمل بسرعة على تلبيتها لذلك نحن في خدمة سكان نواذيبو ونسعى دائما الي مساعدتهم فى شتى المجالات.
اجرى المقابلة:
· معروف ولد اداع
· امبارك ولد بيروك
&
· أول عمدة لمدينة نواذيبو يتحدث:
السيد الناجم ولد محند من مواليد انواذيبو سنة 1922 كان اول عمدة لهذه المدينة يعرف ماضي المدينة كما يعرف اصابع يده, وما يزال يتذكر عهد طفولته وشبابه فيها.
حين يتحدث اليك تشعر في اعماقك بعفوية الحديث وصدقه, وحين يتذكر ماضي المدينة والصعوبات التى عاناها سكانها تشعر بالاسى, وعندما تطلب منه ان يقارن بين ماضيها وحاضرها يجيبك بان لا وجه للمقارنة.
التقيناه فى مدينة انواذيبو وطلبنا منه ان يحدثنا عن ماضيها فقال:
“لقد نشأت فى هذه المدينة وعايشت كل مراحل تطورها منذ منتصف ثلاثينات القرن المنصرم ايام كان الاستعمار الفرنسي يسيطر عليها, وحينها كانت هذه المدينة مجرد مركز للصيد وكان الاجانب, وخصوصا الاوروبيين هم الذين يمارسون الصيد ويستفيدون من خيرات شواطئها.
وفى هذه الفترة لم تكن هناك اي معالم لما يمكن ان يسمى مدينة, ولم يكن هنالك ابسط مقومات الحياة فالمياه لم تكن موجودة وكان الفرنسيون يستجلبونها من (مارساي) و(بوردو) ويوزعونها على بعض السكان بمعدل خمس ليترات فى اليوم.
واذكر انني كنت مع زميل آخر فى نزهة في احد الايام وشاهدنا اشغال بناء السكة الحديدية وكان ذلك مثار سخريتنا حيث لا نعتقد بامكانية وجود مدينة فى هذه المنطقة على الاطلاق.
وحين حصلت بلادنا على الاستقلال استبشرنا خيرا بهذا الحدث العظيم وقلنا ان الاوضاع ستتغير نحو الافضل, الا ان ما حدث لا يكاد يذكر حيث ظلت مصاعب العزلة وانعدام المياه الصالحة للشرب تؤرق السكان ولم يحصل الكثير فى مجال المعادن والصيد اللذين يشكلان العمود الفقري لاقتصاد المدينة.
وظل الوضع على ذلك لفترة طويلة الى ان تولى السيد الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع قيادة البلاد, فبدأت معالم النهضة الحديثة للبلاد.
ومنذ ذلك التاريخ والانجازات تتوالي فى هذه المدينة حتى اصبحت كما ترون اليوم مدينة عصرية تتحدث معالمها عن مستوى النهضة الذى شهدته. واود ان اضيف هنا انه خلال زيارته السابقة لمدينة انواذيبو تعهد السيد الرئيس بفك العزلة عنها, وكنت متأكدا من ان ذلك سيتحقق لان التاريخ يؤكد انه اذا تعهد وفى بعهده, وها هي اشغال طريق انواكشوط – انواذيبو تبدأ بعد ايام”.
هل كنتم تتوقعون ان تصل المدينة الى ما وصلت اليه من تقدم؟
“لم نكن نحلم – مجرد الحلم – بان تكون هنالك موانئ او طرق او شبكات للمياه والكهرباء والاتصالات.
وما حققه السيد الرئيس يفوق احلامنا”.
&
· نواذيبو: المدينة العصرية
انواذيبو هذه المدينة التى تعج بالحركة والنشاط والتى لا تعرف النوم ولا الاستقرار, لم تكن بالامس سوى نقطة بحرية استهوت البحارة البرتغاليين فى القرن الخامس عشر الميلادى واثارت انتباه المستكشفين الفرنسيين لاحقا.
ومع تطور حركة الاستكشاف الاوروبي والتطلع الى ما وراء البحار وتوالى البعثات الاستكشافية, بدأت انواذيبو تتحول الى مركز استقطاب للرحالة والبحارة الاوروبيين الذين بهرتهم كثافة الاسماك في سواحلها وقربها من الشواطئ.
وخلال هذه الفترة ظلت انواذيبو مركزا للتنافس بين البرتغاليين والفرنسيين احيانا وبين الفرنسيين والاسبان احايين اخرى, وادى هذا التنافس فى بعض الحالات الى تقسيم الرقعة التى تغطيها المدينة اليوم, بين الفرنسيين والاسبان.
ومع وصول الاستعمار الفرنسي الى الاراضي الموريتانية كانت انواذيبو إحدى النقاط الاساسية التى ركز عليها وبدأ يستقر فيها, وبعد سيطرته على البلاد تفرد بالسيطرة علي النقطة البحرية, وبدأت معالم مدينة انواذيبو الحالية تتشكل.
ونظرا لموقعها الجغرافي فقد عانت المدينة منذ بداية القرن الماضي من مشكلين رئيسيين هما: العزلة, وانعدام مياه الشرب, وكانت العزلة خانقة جدا حيث لم يكن الوصول اليها ممكنا الا عن طريق السفن او بواسطة الجمال, ويتذكر احد الموظفين القدماء من ابناء المدينة, السيد دودو ولد صمب نور رحلته اليها عندما تم تحويله اليها موظفا في عهد الاستعمار الفرنسي, حيث اضطر لركوب الجمال من نواكشوط الى المدينة ليتسلم عمله.
وفى مجال الصعوبات التى عاناها السكان من نقص المياه, يتذكر اول عمدة للمدينة السيد الناجم ولد محند, انه فى عهد الاستعمار الفرنسي لم تكن هنالك وسيلة للحصول على المياه الصالحة, وان السكان كانوا يحصلون على المياه من (بوردو) و(مارساي) وكان كل مواطن يحصل على (5) ليترات من المياه فى اليوم.
ومع بداية استغلال المناجم اصبح السكان يحصلون على المياه المستجلبة بواسطة صهاريج شركة مناجم موريتانيا, وكانت هذه المياه غير صالحة للشرب نسبيا حيث ترتفع درجة ملوحتها ويكدرها صدأ هذه الصهاريج ويلوثها غبار المعادن.
ولم يكن وضع سكان المدينة في الفترات الاولى من الاستقلال احسن حالا من فترة الاستعمار, حيث ظلت المدينة عبارة عن ثلاثة احياء هي: (كانصادو, الغران, ولعريقيب) ومجموعة احزمة من احياء الصفيح, ولم تتوفر فيها ابسط مقومات الحياة ولم توجد فيها اي بنى تحتية اقتصادية او اجتماعية تذكر.
وحتى بداية ثمانينات القرن ال- 02 لم تكن هذه المدينة ذات الكثافة السكانية العالية, تتوفر الا على مدرستين او ثلاث, ولم يكن يوجد فيها سوى شارع واحد.
ورغم ان هذه المدينة هي بالدرجة الاولى, مدينة صيد, الا ان سكانها لم يستفيدوا من هذه الثروة التى استهوت الاوروبيين, الا فى وقت متأخر وظلوا يتحدثون عنها باعتبارها احدي عجائب البحر التى لا تحصى.
ويكفى للدلالة على ذلك ان نعرف انه حتى سنة 1977 لم يكن يوجد على شواطئ هذه المدينة سوى 17 زورق صيد تقليدي وطني.
اما المعادن التى استضافت انواذيبو مقر شركة استغلالها منذ نشأتها فلم تكن اكثر مساسا بحياة سكان المدينة وبقيت الاستفادة منها محصورة فيما تحمله رياح الشمال من غبارها” على حد تعبير احد شيوخ المدينة.
تلك هي ملامح مدينة انواذيبو بالامس, اما اليوم فقد تغيرت هذه الملامح, وتبدو مدينة انواذيبو لزائرها مدينة عصرية بكل المقاييس حيث توفرت البنى التحتية, وعمت الشوارع والكهرباء والمياه والمدارس والمرافق الصحية معظم احياء المدينة, ولم تعد انواذيبو تلك الاحياء الثلاثة الصغيرة المنزوية والمحاطة باحزمة احياء الصفيح.
وبعد ان ظل الصيد مجرد حكاية من حكايات الجدات اصبح اليوم جزءا من هذه المدينة ونشاطا حيويا يستقطب عشرات المستثمرين ويوفر آلاف فرص العمل لشبابها وفتياتها.
وبفضل هذا القطاع فان مدينة انواذيبو اليوم تعتبر مركزا تجاريا حيويا وعاصمة اقتصادية حقيقية للبلاد يعكس تطورها الوجه المشرق للنهضة الشاملة التى عرفتها وتعرفها موريتانيا الحديثة.
لقد استفادت داخلت انواذيبو من التطور الذى شهدته البنى التحتية حيث توفرت على شبكة طرق حديثة ربطت مختلف احياء المدينة وتمت توسعة الشبكة الكهربائية لتشمل احياءها النائية واعيد تأهيل بعض مرافق شبكة المياه فيها, وجعلها ذلك احدي اكبر المدن المستفيدة فى هذه المجالات.
والى جانب ذلك عرفت مدينة انواذيبو تدخلا ملحوظا للمفوضية المكلفة بحقوق الانسان ومحاربة الفقر وبالدمج وشمل هذا التدخل, فتح 12 دكانا جماعيا استفادت منها500 امرأة كما مولت المفوضية نشاطات اخرى مدرة للدخل استفادت منها 150 امرأة ايضا.
والى جانب ذلك نظمت دورات تكوينية لصالح الشباب المنحدر من اوساط فقيرة وتم استيعاب هذا الشباب فى ورشات الشركة الوطنية للصناعة والمناجم ومصانع الصيد.
وسيتعزز مجهود التنمية في انواذيبو من خلال جملة من المشاريع الحيوية التى سيبدأ تنفيذها فى القريب العاجل بحول الله حيث سيقوم برنامج التنمية الحضرية بتمويل مجموعة من البنى التحتية الاساسية بغلاف مالي يقدر بثمانية مليارات من الاوقية.
وخلال الاشهر القليلة المتبقية من هذه السنة سينتهى العمل فى الجزء الاخير من مشروع تزويد المدينة بالمياه, كما ستبدأ اشغال طريق انواكشوط انواذيبو.
ويمكن القول ان مدينة انواذيبو من خلال الانجازات المحققة وتلك المستقبلية توفرت فيها كل عوامل النهضة واصبحت مدينة حديثة منفتحة على العالم الخارجي ومرتبطة بمحيطها الوطني وبامكانها ان تشكل قطبا اقتصاديا حيويا ليس فى موريتانيا فقط وانما على الصعيد العالمي كذلك.
· احمد ولد الشيخ احمد الامين – شيخنا
&
&
· مشروع تزويد مدينة نواذيبو بالماء الشروب بالأرقام: إنجاز جبار يستحق التنويه
شهدت مدينة نواذيبو خلال السنوات الماضية تطورا كبيرا في البنى التحتية, حيث اصبحت اليوم تتوفر على كل مقومات مدينة عصرية بكل المقاييس.
وسيتعزز مجهود التنمية في نواذيبو من خلال جملة من المشاريع بعضها قيد الانجاز وأخرى سيبدأ تنفيذها في القريب العاجل.
ومن ضمن هذه المشاريع, مشروع تزويد المدينة بالماء الصالح للشرب الذي يبلغ كلفته المالية اكثر من ثمانية مليارات من الاوقية.
ويتكون مشروع تزويد مدينة انواذيبو بالماء الشروب من حفر اثني عشر 12 بئرا قدرة كل واحد منها 30 مترا مكعبا في الساعة تربطها شبكة انابيب يبلغ طولها 20 كلم اضافة الي خزانين للمياه ومحطتين للضخ في بلنوار وانواذيبو.
كما يشمل المشروع مد قناة أنابيب للمياه يبلغ طولها 83 كلم وقطرها خمسمائة متر مكعب, فضلا عن محطة لمعالجة المياه واعادة تأهيل وتوسعة شبكة التوزيع في انواذيبو, وتدعيم المحطة الكهربائية في بلنوار, وبناء خزانات فرعية في مدينة انواذيبو سعة كل واحد منها (800م مكعب).
وكان وزير المياه والطاقة السيد كان مصطفى قد قام يوم الخميس الماضي في نواذيبو بتفقد سير اعمال المشروع, حيث زار في بلنوار منشآت سحب المياه وتخزينها قبل ان تجد طريقها الي منشآت المعالجة والتوزيع في مدينة انواذيبو..
كما زار السيد الوزير محطة الضخ وخزان المياه الرئيسي الذي تبلغ طاقته التخزينية ألف متر مكعب من المياه, كما شملت الزيارة الآبار التي تشكل بداية مسلسل استغلال المياه في هذا المشروع الحيوي.
وفي مدينة انواذيبو زار وزير المياه والطاقة, محطة معالجة المياه وتوسعة محطة الضخ والتوزيع والخزان الارضي في المدينة.
&
· مشروع تزويد مدينة نواذيبو بالماء الشروب بالأرقام:
تبلغ كلفة مشروع تزويد مدينة انواذيبو بالماء الشروب 5ر8 مليار أوقية ويتكون من:
أ- علي مستوي بلنوار:
– حفر 12 بئرا طاقة كل واحد منها 30 مترا مكعبا في الساعة.
– انشاء شبكة بطول 20 كلم تتراوح قطر أنابيبها بين 150-500 مم
– اقامة خزان مائي سعته 1000 متر مكعب.
– تدعيم وتوسيع الشبكة الكهربائية.
– اقامة محطة للضخ
ب-: علي مستوي الربط بين بلنوار وانواذيبو:
– مد فتاة لنقل المياه من بلنوار الي انواذيبو, علي امتداد 83 كلم يبلغ قطرها 500 مم.
ج- علي مستوي انواذيبو:
– تأهيل وتوسعة المحطة المركزية في انواذيبو.
– اقامة محطة لمعالجة المياه.
– بناء خزان علي الارض سعته 1000 متر مكعب.
– اعادة تأهيل شبكة توزيع المياه داخل احياء المدينة.
– بناء ثلاث خزانات مائية فرعية في مناطق مختلفة من المدينة, من بينها اثنان في كانصادوا سعة كل منهما 800 متر مكعب, اضافة الي خزانين آخرين سعة كل واحد منهما 1200 متر مكعب.
– انشاء 2350 توصيلة للمياه و20
عن الوكالة الموريتانية للأنباء بتصرف قليل …